حكايات الغريب في زمن هيستيريا …
كتب / خطاب معوض خطاب
رسالة مفتوحة للكاتب و السيناريست أ.محمد حلمى هلال …
عرفته منذ 32 عاما تقريبا حيث شاهدت اسمه للمرة الأولى على شاشة التليفزيون كاتبا للسيناريو و الحوار لواحد من المسلسلات الجميلة التي عرضها التليفزيون المصري و هو مسلسل (بوابة المتولي) عن فكرة للكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة ثم في بداية التسعينيات لفت نظري بشدة بمقالاته الجريئة في جريدة (الدستور) في إصدارها الأول حيث كان له السبق في كتابة اسم رئيس وزراء الكيان الصهيوني مقطعا هكذا (نتن ياهوو) ثم قلده الكثيرون بعد ذلك .
الأستاذ الكاتب و المؤلف و السيناريست الموهوب المبدع محمد حلمي هلال من الذين ساهموا في تشكيل وجداننا في بداية شبابنا فهو صانع لعدد كبير من الأعمال الدرامية السينمائية و التليفزيونية التي توصف بالإبداع الشديد فهو كاتب سيناريو و حوار الفيلم التليفزيوني (صائد الأحلام) عن قصة قصيرة للكاتب عبد الوهاب مطاوع و هو أيضا كاتب سيناريو و حوار الفيلم التليفزيوني (حكايات الغريب) عن قصة قصيرة لجمال الغيطاني و هذا الفيلم هو أول فيلم تليفزيوني يعرض سينمائيا محققا إيرادات مرتفعة في ذلك الوقت و يعاد عرضه حتى اليوم كأحد أهم الأعمال الفنية التي تعرض في احتفالات نصر أكتوبر كما كتب محمد حلمي هلال قصة و سيناريو فيلم (يا دنيا يا غرامي) و فيلم (هيستيريا) و هما من أهم الأعمال السينمائية التي أنتجت في التسعينيات و تناولت معاناة و مشكلات الشباب و الشابات في ذلك الوقت .
الكاتب و المؤلف و السيناريست الصديق الأستاذ محمد حلمي هلال كنت قد راسلته من فترة لإجراء حوار معه لمجلة (سحر الحياة) التي أكتب بها و بينما أجهز لهذا الحوار فوجئت به يكتب على صفحته الشخصية على الفيس بوك كلاما جعلني و غيري من محبيه و أصدقائه و متابعيه نبكي الحال التي وصل إليها بلدنا من عدم تقدير للموهوبين و المبدعين و أصحاب الكفاءات و ليسامحني لاقتباسي بعضا من كلماته التي كتبها (بتصرف) حيث كتب :
(لم أعتمد في حياتي على الحظ أو العلاقات و الشلل و الطبل و الزمر بقدر اعتمادي على الجهد الشاق و الموهبة) .
(أصبحنا في مجتمع جاحد يحتقر المبدعين) .
(اليوم نجلس جميعا بلا عمل بينما ينهب اللصوص و الفاسدون و المطبلاتية بلا حساب) .
(العناء الحالي الذي وصل بي إلى حد العجز عن إجراء عملية جراحية لإزالة المياه البيضاء من عين واحدة) .
(أقول لنفسي ربما أنا على حق و ربما كان هذا أفضل فالحمد لله الذي لم يجعلني في زمرة الأفاقين و الفاسدين و اللصوص و الطبالين) .
الصديق المحترم الأستاذ محمد حلمي هلال لا تحزن لأن هذا هو حال جميع المبدعين و ليس حالك وحدك يا أستاذنا ، فكل المبدعين المحترمين في الهم سواء و لو كنتم – كما كتبت – من المطبلاتية لأخذتم حقكم و أكثر بل ربما جاد عليكم أهل الجود بالدكتوراه الفخرية و ربما أصبحتم سفراء للنوايا الحسنة فهذا للأسف ليس زمن المبدعين بل زمن (شعبولا و الأسطورة و أمثالهما).
الصديق المحترم الأستاذ محمد حلمي هلال لا تحزن و لا تيأس فقد جعلكم الله من المبدعين الذين تعلم على يديكم الكثيرون و كنتم قدوة للكثيرين ، عفوا أستاذنا بنحن لا نملك لكم إلا كلمات نكتبها لكم بطالبكم فيها الثبات و الإصرار و الصبر و مواصلة الإبداع فهذا قدركم أن تكونوا من أصحاب الإبداع وفقكم الله دائما و لتحمد الله يا أستاذنا دائما أنه لم يجعلكم من الطبالين أو اللصوص أو الفاسدين .