بقلم :عماد وديع
كان العالم يوم السادس والعشرين من شهر ديسمبر عام 1983 ،على موعد مع الدمار والفناء له ،عندما أطلقت اجهزة الإنذار المبكر التابع للإتحاد السوفيتى، تحذيرات وإنذارات بأن صواريخ امريكية نووية، قد اطلقت فعلاً من منصات ثابتة فى الأطراف الأمريكية، وأن سقوط هذه الصواريخ هو امراُ واقعاً لا محالة خلال 23 دقيقة فقط ، تستغرقها تلك الصواريخ فى رحلتها من امريكا إلى أهدافها فى المدن السوفيتة، وأن العالم كله كان على موعد مع حرب عالمية مدمرة للبشرية، إلا إنه كان هناك ضابطاً برتبة مقدم يعمل فى مركز الإنذار ألمبكرالتابع للإتحاد السوفيتى، وهو ستانيسلاف بيتروف، قد اتخذ قراراً شخصياً بمنع إبلاغ القادة السوفيت الكبار، بأن مدن سوفيتة تنتظر صواريخ امريكية، قد اطلقت فعلاً من منصات ثابتة فى الأطراف الأمريكية ، وأن سقوط هذه الصواريخ امراً لا محالة له خلال 23 دقيقة ، وبناءاً على ذالك فإن الإجراء الوحيد المتاح لدى القادة السوفيت حينئذ اذ ما جرى إبلاغهم بألهجوم الأمريكى ، هو التحضير لرد نووى خلال دقائق بدون مناقشة اى خيار اخر، ولكن ستانيسلاف بيتروف كان حكيماً جدا وشذ عن القاعدة، وأبلغ قادته عن شكوك بوجود خلل فى أنظمة الإنذار المبكر، ذالك لكى يتجنب إبلاغهم أن نظام الرصد أعطى إنذارات بأطلاق صواريخ امريكية تجاه المدن السوفيتة .
وبعد مرور هذا الحدث المرعب، وإتخاذ القرار الحكيم للضابط بيتروف بحكمته، وبعد مرور هذه الدقائق الحرجة ،إتضح بعد الفحص أنه بسبب غيوم شديدة وإنعكاس وتسلل للشمس بشكل غير معتاد الى الغيوم ، قد خدعت اجهزة الإنذار المبكر، وفهمت خطأ بأن الأمر هو إطلاق صواريخ تجاه الإتحاد السوفيتى .
والضابط السوفيتى الذى اعتبر لاحقاً اهم رجل فى العالم ،لأنه منع مواجهة نووية شاملة بين قطبى العالم،قد تم تكريمه لاحقاً من بلاده لأنه بحكمته نجا بألبشرية من دمار شامل لها ، عندما وقع بين خيارين أحلاهما مراً.
وقد تقاعد بيتروف بعد ذالك، ولم يدرك العالم اهميتة اثناء حياتة .
ومن المعروف أن الإتحاد السوفيتى قد تفكك بعد ثمان سنوات من هذه الحادثة.
ومن المحزن جدا ان يرحل بيتروف عن دنيانا عن شهر مايو الماضى ولم يعرف او يهتم به احد من العالم بأنه هوقد انقذه من الموت والدمار. ويستدل الستار عن اهم رجل فى العالم، الذى انقذ البشرية بحكمتة .