عام
لقاء
علا السنجري
قصة قصيرة
لم يكن لقاء ، لم أخطط له ، قادتني الصدفة إليه ، أو هو قدر أن نلتقي ، يجلس إلى طاولته ، فنجانه لم يلمس شفتيه ، بقي أمامه بارد ، يتفحص هاتفه ، ابتعدت قليلا بنظري عنه حتى لا يراني ، تلاعبت الأفكار والذكريات في تلافيف عقلي ، هل هذا انت حقا ، أم وهم الحنين ؟ .
جاء صوته قويا مناديا للنادل كحبل الغريق ، انتشلني من بئر الذكريات ، اتسعت عيناه حين رأني ، سار في اتجاهي كالنائم ، مسحورا بعيني التي لمعت له ، جلس أمامي يتنفس بصعوبة رائحة قهوتي قائلا : كما إنتي ، تعشقين النكهة الساخنة النفاذة .
جاوبته وأطرافي ترتعش ليبقى صوتي واثقا : التفاصيل لا تتغير ، قهوتك باردة .
نظر متسائلا :أحوالك جيدة ؟، صمت طويل مر بيننا ، دون تبادل النظرات : الحياة تمضي ، لا تتوقف . هز رأسه مؤكدا جوابي مشيرا إلى خاتم زواجه ، كيف حال أولادك ؟ سؤال وجد طريقه بصعوبة من بين أحبالي الصوتية ، ابتسامته منعتني في الإصرار علي الإجابة ، أنقذني من حيرتي رنين هاتفه .
تحدث إليها بثقة و خضوع لأوامرها مرددا : حاضر . مد يده مصافحا وغادر وكأني لم أكن بين الحضور يوما .
غاضبة ،لماذا؟ ألم يكن هذا قراري لأنني لا اريد حياة باردة .