أحمد مجدي
“مايكل” (الجزء الأول
وعلي الرغم من تلك العزلة…يبقي لكل من تراه في حياتك بصمة….
وقد كانت لبيتر بصمة قوية حقاً تركها داخلي منذ عرفته.
لم يكن لقائنا بالكثير لكن إذا ما كان فهو مفعم بتلك الأقوال التي لم ولن تقال
بذلك الصفاء الذي قلما تشعر به أمام أحد .
كان بيتر ذو ملامح سمحة تظهر عليه علامات الحزن جليةً لمن يمكنه قرائتها.
– ولا يا بيتر مالك ؟
حبيبي مفيش حاجة, انت عامل ايه ؟
– أيوه الحمد لله بس انت مالك برده !!
بص طيب…انت شفت أخويا مايكل ؟
– آه شفت صوركوا علي الفيسبوك, ماله فيه ايه ؟!
عرفنا من فترة ان عنده سرطان.
نقطة. بل الكثير من النقاط هي حال ذاك المرض اللعين مع أجساد من يُبتلون بزيارته.
لكل داء دواء وليس له في زماننا أي منها سوي من أراد له الرحمن لغير الموت سبيلا.
– بيتر حبيبي ولا يهمك يا صاحبي دي شدة وتزول وانت اكيد عارف انهم طوروا أكتر من علاج دلوقتي وطالما اكتشفتوا بدري إن شاء الله هتلحقوه متقلقش.
تمر الأيام ونسعد جميعاً بتحسن مايكل الصغير ذي الخمسة عشر عاماً, لم أعرفه شخصاً, لم أقابله وجهاً لوجه ولو لمرة…لكن عندما تنظر إلي ذلك الأخ المُحب وتري نظرة الأمل التي اختلطت رُغماً عنها بالكثير من الخوف والرجاء والقلق؛ ستدري أن ذلك المريض لم يكن أبداً طفلاً عادياً بل كان رجلاً وأخاً رائعاً تري الروعة تُطل من عينيه.
في المنزل وبينما أتفقد هاتفي وآخر ما حدث…..صورة بعثت في نفسي الطمأنينة…عاد الأخوين يتضاحكان أمام عدسة صغيرة حليقي الرأس يساند كلً منهما الآخر في تحمل ما يواجهه, تلك الضحكة التي تخبرك بوجود السعادة حتماً.
– ايه يابني انت فين ؟ أنا قدام الكلية بقالي ساعة !
طيب أنا داخل علي الباب اهو استناني بره بس..
– أهلاً…. ساعة عشان تيجي يعني ! يلا الامتحان هيبدأ
… هو بيتر مكلمكش ؟
– لأ ليه اشمعني !
أصل شفت بوست وأنا في الطريق ان مايكل مات الصبح
رئيس قسم هو وهى :
داليا طه