بقلم : عماد وديع
أخطأت سمية عبيد او فتاة المول عندما حاولت أن تختلف عن ألأخريات وتدافع عن نفسها عندما تحرش بها بلطجى واستكمل ذالك بضربها ضرباً مبرحاً عندما تصدت له.
وأخطات أيضاً عندما كانت تتوقع أن بلدها تقدم لها الحماية ولم تدرك إنها دولة رخوة لايطبق بها قانون صارم يحمى من يسكنون ويحيون داخلها .
كما لم تدرك سمية ان بلدها معظم قاطنيها يعانون من أمراض إجتماعية ونفسية وقحط إقتصادى نتيجة تراكمات سياسية فى عقود كثيرة من الزمن.
إسمها سمية كانت تعتقد أنها داخل وطن يضمها ويحتضن برأتها ويقدم لها الحماية تعيش سعيدة هادئة ككل من فى عمرها ولكن تغيرت حياتها رأساً على عقب فجأة عندما كانت تتجول داخل مول وإقترب بلطجى نحوها وكان خارج من قضية إغتصاب من قبل. وهوكان على عكس ماهى كانت تظن فهو يعلم جيدا أنه داخل دولة لايطبق داخلها قانون ويعبث داخلها حيثما شاء وقام بألتحرش بها وعندما تصدت له صفعها بقسوة على وجهها شاهده العالم كله .
سمية صممت على اخذ حقها بألقانون ولم تلتفت للضعفاء الخانعين بألتنازل.
وتلقفتها بعد ذلك مذيعة تعيش حياتها الخاصة بطولها وعرضها وتتناولها الألسن ولا تستطيع هذه المذيعة أن تنتقم منهم ولكنها وجدت ضالتها فى حمل وديع من جنسها يلتجأ إليها لتقدم قضيتها للرأى العام من خلالها وتنصفها ولم تدرك سمية إنها وقعت ضحية إمراة لا تملك ضميراً نقياً ارادت ان تشوهها أمام الرأى العام وقد سبق ان تلك المذيعة أن شهرت بألفنانة زينة من قبل وبألحيلة استولت على الموبيل الخاص بها ولم تراعى أو تشفق بأن سمية كانت فى ضيافتها امنه على قضيتها وألامها ولكنها بكل قسوة وخسة هى وفريق إعدادها إستولت على صورها الخاصة بها وبدون ادنى اخلاق المهنة او اخلاق النفس الأنسانية ارادت فضحها ونشرت صور خاصه بها لتشوه صورتها امام ذالك المجتمع المريض الذى يعشق الشماتة والفضائح.
وترتب علي ذالك إنحازهذا المجتمع المريض الى الجانى الذى اصبح فيما بعد ضحية واصبحت سمية هى الجانى وبألتالى اثرت على سيرالقضية وتم تبرئة الجانى من قضية التحرش وحكم عليه فى قضية الضرب المبرح فقط اسبوعين ومائة جنيه غرامه فقط.
وكان منطوق هذا الحكم رسالة الى الجانى أن المجتمع بكافة مؤسساتة ينحاز للرجل ويحوله من جانى الى ضحية وأن المراة هى المسئولة وتتحمل كل شيء.
وعليه خرج الجانى من السجن الذى اكتسب فيه مزيد من الأستهتار والإجرام وألشهرة و بعدعامين تربص بألضحية وقام بتشويه وجهها بأله حاده نتج عنه جرح قطعى 20سم وخمسين غرزة وتمزيق أعصاب الوجه وفى انتظار عدة عمليات اخرى ويفعل المجرم ذالك لأنة وجد أن الدولة لم تردعه بل انحازت له والتمست له العذرفى القضية الأولى وكان الحكم فيها أقرب للبرأءة.
ويهرب الجانى دون ان يطارده احد من الرجال الواقفين الذين خرجوا من الكافيهات والقهاوى المحيطة بمنطقة الجريمة وفى قلب مصر الجديدة بألكوربة الثالثة ظهراً وهم يشاهدون ألدم الذى يسيل من الضحية الملقاه على الأرض تصرخ مستنجده بهم لنقلها للمستشفى وهم غير مبالين مودعين وملقين على دمائها الذى ينزف على قارعة الطريق الرجولة والنخوة المصرية كمانحن ودعنا كل شيء جميل ونقى وشريف كان ببلدنا فى الماضى الى ان تطوعت إمرأة ونقلتها بعربتها الى المستشفى .
هذا المجتمع المريض أفرادة يتألمون داخله و فى نفس الوقت يستمتعوا ويشمتوا بأ لام بعضهم لينسوا كم هم يتألمون.
إنه مجتمع ذكورى مصاب بألأزدواجية لايقدر أهمية المراة ولا يفهم قيمتها وسبب وجودها فى هذا الكون ولا يحافظ عليها اويصونها اويحميها تجدهم يجلدونها نهاراً ويرتمون فى احضانها فى الظلام ليرتوا من حبها وحنانها وثم يعاودون نعتها بأبشع الألقاب والصفات نهاراً .
مجتمع يقوم بتبديل الأدوار يجعل من الجانى ضحية ويحول الضحية الى جانى .
مجتمع يقلب الحقائق ويجعل من الكذب حقيقة ويصدقها ويعيش عليها لا يستطيع ان يصدق الحقيقة ولكنه يعشق الكذب ويحلم بالأوهام .
لقد قتل المجتمع هذه الفتاه وهى فى مقتبل الحياة وعذبها وشهربها لم ينصفها البنى أدمين او القضاء ولم توفر لها الشرطة الحماية لها .
وشمت فيها كثير من الأعلامين وشهروا بها ولم يراعوا أخلاق المهنة ولم يتذكروا أن الضحية إمراة امام بلطجى سوابق لكنهم لم ينسوا إنهم فى مجتمع ذكورى ينحاز له و إنها إمراة وتقع عليها كل الملامة ويجب عليها أن تتحمل كل خطايا الرجل.
حقاً أنه مجتمع مريض سوف يحتاج الى عقود طويلة من الزمان لكى يتعافى من مرضه.