شعر وحكاياتعام
شعبُ الجبارين :
وما رقَّ تحت الهامِ منّا الوسائدُ
وما انزاحَ عنّا من بلاءٍ وشدّةٍ
رأيتَ سواها بالمنيّةِ عائدُ
ولكنّنا عند اللقاءِ صوارمٌ
تقُدُّ برود الليل والليلُ شاهِدُ
تخيّرنا ربُّ العباد لحملها
ففي كلّ كفٍّ مقبض ومعاهد
وخُضنا على التاريخِ كلَّ كريهةٍ
ولم نشكُ يوماً في الوغى ما نكابدُ
رضينا بما شاء الإلهُ ولم نزلْ
على كلّ ثغرٍ من حِمانا نجاهدُ
وعند صليل البيضِ نصطفُّ أنفساً
تَنادى لها أشبالنا والخرائدُ
وفُزنا بظنِّ الله فينا فخصّنا
بردعِ ذوي الأحقادِ والنّصرُ واعدُ
فأدرَكَنا بالغدرِ من كان همُّهُ
نعيم حياةٍ نالها وهْوَ قاعِدُ
وما امتازَ شعبٌ عن سواهُ بهجعةِ
بهِ الحربُ لا تُؤتى وتُؤتى الموائدُ
ألا هل تَساوى في الحياةِ لحاذقٍ
أخو لأمةٍ ما ملّ منها و وهامدُ
فإنّ سنامَ الدّينِ ساحٌ وقبضةٌ
تنافحُ عن ذا الدّينِ منها السّواعِدُ
وما نقصَ الأعرابَ عَدٌّ وعُدّةٌ
ولكنّهم فظٌّ ظَلومٌ وجاحدُ
ستبقى ينابيعُ العطاءِ على المدى
دماءاً وأرواحاً، هُوَ القصدُ واحدُ
مواكبنا للمجد تسري تحوطُها
ملائكةُ الرحمن فَهْيَ شواهدُ
فلسطينُ يا أغلى من النفسِ مهرها
وحِلْيَتها الأبطالُ ليس القلائدُ
وشعبُكِ موتورٌ وأنتِ أسيرةٌ
شهيد ومأسورٌ وشبلٌ مُطارَدُ
نعودُ وإنْ طالَ الزّمان لحضنها
فيا فرحةً يا أُمُّ وابنكِ عائدُ
وما عِبرةُ الدّنيا بوفرةِ زادها
ولا بقصور شاد من هوَ شائدُ
ولا يُؤخذُ الإيمانُ من أهلِ عَوْرةٍ
وإنْ كَثُرَتْ بين الدّيار المساجدُ
ولكنّهُ الإيمانُ في الصّدرِ ينجلي
وتصدُقُهُ الأفعالُ فهيَ حصائدُ
وما ضاع حقٌّ في قتالٍ ، تَرُدّهُ
عجائزُ إقدامٍ وهُنّ قواعد
عروبتننا فينا تَوَقَّدُ لم تمُتْ
وما أخلقت ْ ، ما قال في الناس حاسدُ
بها قد رمى الأجدادُ حتى تهيّبتْ
لقاءهمُ الأعداءُ والموتُ راصدُ
عباءتنا ما نالَ منها على المدى
لئيمٌ ومُرتَدٌّ وخَبٌّ وراعِدُ