في بداية العصر العثماني سارت الأسبلة على الطراز المملوكي حتى يتضح طراز لها، مع وضع بعض البلاطات الخزفية الزرقاء على أرضية بيضاء، كما هو الحال في سبيل الست صالحة.
وفي سبيل علي المطهر، بدأ يظهر الشباك المعقود المشغول بزخارف نباتية معدنية
كـ سمة من سمات السبيل العثماني.
ويمثل سبيل مصطفى سنان مرحلة الانتقال بين طراز المملوكي والعثماني، حيث جمع بين البلاطات الخزفية العثمانية، والشباك المستطيل بالمصدعات المعدنية.
ويعد سبيل وكتاب السلطان مصطفى نموذجًا لطراز السبيل العثماني المستقل، حيث الشبابيك المعقودة المشغولة بزخارف نباتية.
أما سبيل وكتاب نفيسة البيضاء بالقاهرة المؤرخ في عام 1212 للهجرة، فهو نموذج للأسبلة العثمانية الملحقة على منشآت، فالواجهة نصف دائرية، والشبابيك معقودة ومشغولة بزخارف نباتية معدنية.
وقد أخذ الكتاب نفس استدارة السبيل.ويعتبر سبيل السلطان أحمد بإسطنبول بداية لطراز السبيل الذي لا يعلوه كتاب، وبداية للتكسيات الرخامية.
أما سبيل السلطان محمد الفاتح بإسطنبول أيضاً فيمثل بداية لطراز الأسبلة العثمانية المتأخرة.
الواجهة نصف دائرية مكسية برخام مدينة كرار الإيطالية، والسبيل مسقوف بقبة حيث لا يوجد كتاب.وهذا سبيل ضلما باشا في اسطنبول، والذي تأثر بسبيل السلطان محمد الفاتح، إلا أنه مستقل تمامًا.وقد أثرت الأسبلة العثمانية على أسبلة الولايات التابعة لها.
فقد تأثر بها سبيل محمد علي باشا بالقاهرة، إلا أنه ازداد عنها بالتأثر بزخارف عصر النهضة المعروفة بالركوكو أي: الزخارف الزائدة، والبروك أي: الألوان الزاهية، والذي أثر بدوره على الأسبلة من بعده.
هذا سبيل سليمان أغا السلحدار بالقاهرة، الذي سار على نمط محمد علي باشا، إلا أنه يحتوي على الأشغال الرخامية البديعة.
فقد نفذ الفنان المسلم الستائر الرخامية بطياتها بشكل دقيق، ينم عن تمكنه من صنعته، كما نفذ المراوح النخيلية، والآيات القرآنية.
وأعلى الأسبلة شوهد الكتاب، وذلك لتعليم الأيتام القراءة والكتابة وحفظ القرآن.
والكتاب هو تلك الغرفة المكشوفة الجوانب المسقوفة برفرف لحماية الأطفال من الشمس والمطر.
وتحتوي الحجرة على مصطبة لجلوس التلاميذ مع شيخهم.
وكذلك الكتبية لحفظ المصاحف وكتب التفسير.
وتنتشر الكتاتيب أعلى الأسبلة المملوكية والعثمانية.