شعر وحكاياتعام
العصفور والصباح
قصة قصيرة
علا السنجري
صباح آخر ، العصفور يغرد في الشرفة ، يدوي المنبه في صمت غرفتها ، لتستيقظ ، لكنها الْيَوْمَ غير قادرة علي النهوض ، كل جسدها يؤلمها ، عظامها لم تعد تتحمل أعبائها ، ثبتت نظرها إلى سقف الغرفة ، تحديدا في تلك الفتحة التي تتدلى منها النجفة ، فتحة صغيرة جدا ، ربما تكون طريقا للهروب من الرتابة ، تململت على جانبيها ، هل تزيح قدميها إلى الارض ، تُمارس عاداتها اليومية ، فاقت من كل هواجسها علي صوت ارتطام جسدها بالأرض ، صرخت ، فزع أولادها وزوجها مهرولين .
قدميها نفذت رغبة عقلها الباطن ، لن تفعل شيئا هاما اليوم ستبقى في فراشها ، جاء الطبيب مؤكدا أنها تحتاج لفترة نقاهة ، همهم الجميع حولها في حالة استغراب ،متسائلين من سيقوم بخدمتهم ، صرف الأب الطبيب مؤكدا لهم بقوله : “ان فترة وحتعدي ، يتعاون فيها الجميع “ .
تجولت بعينيها بينهم ، منتظرة سماع كلمات مثل : سلامتك يا ماما ، ولا يهمك المهم صحتك ، ان شاء الله خيرا ، بل كل ماسمعته : مين حيعمل الاكل ، مين حيشوف الطلبات ، صرفت ذهنها عنهم ، نظرت إلى العصفور بالقفص قائلة : أنت حر في محبسك هذا اكثر مني .