رحله الإبحار فى الأعماق
تـغيرت !!
كنت أظن أننى لم أتغير بحكم صفاتي وطباعي الشخصية وما ورثته من جينات .. لأبي و أمي ..
ولكن كنت نفسي وكنت سعيدة لذلك بأنني سأظل ” نجلاء “
الفتاه المتفائلة ، الحالمة ، المرحة ، القوية ، الجريئة ، الطموحة ، التى لا تعبأ بما تحمله من مسئوليات مهما عظمت ، وتحب الحياة إلى حد ما .. ولكن
” ليس كل ما يتمناه المرء يدركه “
وإذا كنت على ثقة أنني لم أتغير بإرادتي ولكنها إرادة الله والقدر ،
واراده البشر ، إرادة الحياة
لقد تغيرت أصبحت أكبر صرت أهدأ ..
لقد تغيرت أصبحت أضعف صرت أحتاج إلى من يربت على كتفى حتى لو كانت طبطبة طفل ، صغير لايتعدى
عمره عامين !
وسعت مدارك فكري وعقلي ، وأدركت أنني كل يوم أتركه يمر وينطفىء نهاره ويخبو لم ولن يعود والعمر يتقدم ولا يرجع ، والحياه مستمرة ، وأطفال تولد ، أعمار تموت ،
أدركت أن كل ماينتهي أجله لن يعود !! مع علمي ومعرفتي بذلك ، ولكن ..
لإدراك غير المعرفة أن تعرف شيىء غير أن تلمسه وتعيشه .. ولذلك تغيرت !
فقد لامست أشياءً ، كنت أعرف أنني سوف أفقد في يوما أعز الناس ،
فجاء اليوم وعشته بكل تفاصيله …….
تغيرت ! أصبحت أخاف من غدي ، أخاف على ماتبقى لدي من أحباب !!
أخاف من تجاعيد الزمن التى تزحف و تتسلق على أجسادنا وترسم آثارها على وجوهنا
أصبحت كلما أضحك أشعر أنها ضحكه صفراء ، باهتة ، ناقصة ، يعكرها خوف !
أصبحت أخاف أن أنجرح أكثر والجرح لا يبقى جرحا وعميقا إلا إذا أتى من الأحباب !
ولمثل هذا كله أدركت أنني تغيرت أو أنني توصلت إلى أننا ،
نحن حقاً لا نتغير ..بل نستوعب !!
ولكن .. تبقى لى كلمــــــــــات ..
الحياة ..لاتأتي على مزاج أحد فيجب أن نعيشها بحلوها ومرها .
المال .. لايأتي بالسعادة ولكنه ضروري
ووسيله ملحة للعيش المر .
الحب .. مازال موجود . ولكن الأخلاق تندثر .
الكبرياء .. قاتل لكل شيىء لـ ( النفس ، الحب )
التقليد .. أعمى ، كن نفسك .
الرحيل .. مر ولكن واقع .
الإبتسامة .. تعيد لك الحياة . ابتسم فإن ” ماشاء الله كان ، وان لم يشأ لم يكن “
فـ ( إليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل على الله .)
سبحان المغير الذى لا يتغير ..