كتبت
علا السنجري
ولد سيناترا في العام 1915 وكان يأمل أن يصبح صحافيا وهو الذي عمل أثناء دراسته في أحدى الصحف المحلية. وبدأ الغناء بعد تخرجه من المدرسة حيث كان يردد أغنيات المغني بينغ كروسبي في وقت فراغه، الى أن قرر المشاركة في مسابقة المواهب الغنائية، وبعد ان فاز في المسابقة بدأ يغني في محطات الاذاعية وفي النوادي الليلة. وفي العام 1939 تزوج من حبيبته نانسي بارباتو.
بدأ فرانك سيناترا حياته كمطرب ثم جمع بين الغناء والتمثيل وأكد نجاحه كممثل بحصوله على جائزة اوسكار أحسن ممثل مساعد عن دوره في فيلم (من الآن وإلى الابد) في العام 1953. ومن اشهر افلامه كذلك (الرجل ذو الذراع الذهبية).
في العام 1939 شاءت الصدف ان يأتي المنتج الموسيقي المعروف هاري جيمس الى أحد النوادي الليلية ويستمع الى سيناترا يغني، وعلى الفور استقطبه لينضم الى فرقة اوركسترا هاري جيمس.
وبعد أن عمل سيناترا مع الفرقة مدة ستة أشهر واصدر أغنية All or Nothing at All التي تصدرت قائمة أفضل الاغنيات، انضم الى فرقة (اوركسترا ترومبونيست تومي دورسي)، وكان لانضمامه الى هذه الفرقة الاثر الواضح على شهرتها وتصدر اغنياتها قائمة افضل الاغنيات.
وفي الاربعينيات من القرن الماضي بدأ سيناترا بالتمثيل حيث ظهر في العام 1941 في فيلم بعنوان Las Vegas Nights، وبعد عام التحق بالجيش الاميركي، ولكنه اعفي من الخدمة بسبب اصابة في اذنه.
وفي العام 1943 بدأ مشوار الغناء وحده، وبعد ان شارك في البرنامج الاذاعي The Lucky Strike Hit Parade أصبح سيناترا مغني المراهقين الاول، الامر الذي جعله يوقع عقدا مع شركة كولومبيا للانتاج الفني حيث أصدر عددا من الاغنيات التي لاقت نجاحا ساحقا على قائمة افضل الاغنيات في العالم.
وفي نهاية عقد الاربعينيات أصبح سيناترا الممثل والمغني الاول في الولايات المتحدة حيث باع ما يزيد عن 10 ملايين نسخة من اسطواناته في كل عام، وكان يجمع في كل عام مليون دولار في ذلك الوقت الذي كان فيه سعر السيارة الجديدة الف دولار.
وكان لحفلات سيناترا وقع خاص على الفتيات المراهقات اللواتي كن يصرخن طوال الحفل اعجابا بالمغني الشاب، وتمكن كذلك من استخدام شهرته هذه في دعم فرانكلين روزفلت للفوز في الانتخابات الرئاسية الاميركية.
وسرعان ما بدأت الصحف تنشر الشائعات عن سيناترا أنه موال للحزب الشيوعي، الا انه انكر كل هذه التهم التي أوكلت اليه وادعى ان هناك اجحافا بحقه وتمييزا لأنه من أصل ايطالي.
ثم انتشرت شائعات أخرى أن سيناترا مرتبط مع المافيا والشيوعيين وأن له علاقة غرامية بالممثلة ايفا غاردنر الامر الذي جعل من زوجته نانسي تطلب منه الطلاق. كما طرد من شركات الانتاج الغنائية والسينمائية، والغيت جميع البرامج الاذاعية التي كان سيشارك بها.
كل ذلك ساهم في تدمير شهرة سيناترا وإفلاسه حتى أنه قبل في العام 1950 أن يمثل في فيلم (من الآن وإلى الابد) باجر أقل مما كان يتقاضاه.
وفي العام 1953 حصل سيناترا على جائزة الاوسكار عن دوره في الفيلم الذي شكل نقطة انطلاقة ثانية في مسيرته الفنية، خصوصا في مجال السينما حيث شارك في بطولة عدد من الافلام التي لاقت نجاحا كبيرا مثل (Guys and Dolls) و(The Man With the Golden Arm).
يعد الفنان الاميركي الراحل فرانك سيناترا واحدا من أشهر الاعلام الفنية خلال القرن العشرين، فقد استطاع سيناترا المتعدد المواهب خلال مسيرته الفنية التي استمرت خمسة عقود أن يطور الاغنيات الاميركية القديمة ويجددها، الامر الذي جعلها مستمرة في اذهان المستمعين الى يومنا هذا.
وفي استفتاء اجرته الإذاعة البريطانية تم اختيار المغني الايطالي الاصل فرانك سيناترا (1915 ـ 1998) كأفضل مغن خلال القرن العشرين.
وقد أسس سيناترا الذي اشتهر بحساسيته المفرطة لنمط مغاير في الأسلوب الغنائي يعد القاعدة لانطلاق الأغنية الحداثية بمفهومها الجديد من حيث أسلوب الكتابة وطبيعة المادة الموسيقية المقدمة عبر العمل لغنائي.
ومن اشهر أغنياته «My Way» التي لخصت مسيرة ابن المهاجر الايطالي في أرض الأحلام وانتزاعه حقه في التربع على قمة المجد.
أصدر سيناترا آخر البوم له في العام 1994 بعنوان Duets II, وبعد عام أحيا حفلة كبيرة حملت عنوان The Chairman of the Board أعلن خلالها عن اعتزاله الحقيقي. وفي العام 1998 توفي اثر أزمة قلبية عن عمر ناهز 82 عاما.
