وهى من اهم المكتبات فى العالم ، لما فيها من الكتب النادرة والمخطوطات العتيقة التى تحمل ثروة حضارية انسانية لبلاد ما بين النهرين ، ولكن فى شهر مارس سنة 2003 كانت القوات الأمريكية قداجتاحت العراق ، ولاحت بوادر الحرب والتدمير تلوح على الأفق على مدينة البصرة، حيث تأهب سكان المدينة، ووضعت القوات العراقية المدفعية فوق سطح المكتبة المركزية ، كما نصبت مضادات الطائرات فوقها ، ولأن مكتبة البصرة من اهم المكتبات فى العالم وما بها من ثروات لا تقدر بثمن ، لجأت موظفة اسمها عالية محمد باقر الى المسئولين ، وطلبت منهم أن تتكفل السلطات بنقل الكتب والمخطوطات الى مكان أمن ،لأنها توقعت بمحرقة تستهدف المكتبة، إلا أن طلبها قوبل بالرفض ، ولكن السيدة عالية كانت مصرة على إنقاذ تراث بلادها من نار الأمريكان، فلجأت فى سرية تامة الى بعض الموظفين معها فى المكتبة، وكذالك أهل المنطقة ، وعرضت عليهم فكرة تهريب الكتب والمخطوطات الى منازلهم ليلا ً، فهبوا لمساعدتها، وكان من بينهم صاحب مطعم وخباز اميان لايجيدان القراءة والكتابة ، ومع ذالك تفهموا وقدروا عظمة تصرفها الكبير، فكانت السيدة تتسلل الى المكتبة ليلا وتسرب الكتب الى الموظفين ، ثم يتم نقلها فى صناديق الى منازلهم ، حتى تمكنوا من تهريب ثلاثون الف كتاب ومخطوط ، وفى غضون عشرة ايام من اجتياح القوات الأمريكية للعراق احترقت المكتبة بالكامل، وكانت هذة القصة ، موضع إعجاب العالم بعد ان تطاير خبر هذه السيدة عالية باقر . واطلق عليها لقب بطلة الثقافة العراقية، وقد الفت الكاتبة جانيت منترو كتابا يروى قصتها بعنوان تحرير البصرة ، لكى تشيد بها فى كتابها للأطفال بهذه المرأة ووطنيتها ، ولتكون عبرة ومثالاًيقتدى بها اطفال اوربا والولايات المتحدة الأمريكية ، كما خلدها الكاتب والرسام الكاريكاتورى ومؤلف كتب الآطفال الأمريكى مارك ألان ستاماتى ، فى كتاب كان اسمه مهمة عالية إنقاذ كتب العراق ، كما كتبت هذه القصة لسيناريوهات مسرحية تم عرضها عالميا ، وبعد ما يقرب من عامين بدأ إعمار المكتبة و ترميمها وإعادة تجهيزها بالأثاث والكتب التى تم تهريبها ونجت من الحرق، وايضا كتب اخرى ارسلتها العديد من الجمعيات العالمية تقديرا وتضامناً مع السيدة عالية ورفاقها فى هذه المهمة، ومن ضمنها جمعية المكتبات الأمريكية ، وكذالك القنصلية البريطانية التى ارسلت كتباً للأطفال من اجل فتح مكتبة خاصة بهم ، بألآضافة الى العديد من الهدايا والمنح، وفى العاشر من اكتوبر سنة2004 اعيد فتح المكتبة، وعينت السيدة عالية مديراً لها ، لأنه بفضلها ومن كان معها ، إستطاعت إعادة مجد المكتبة من جديد وجعلها صرحا معرفيا كبيراً.
كتب :عماد وديع
عالية محمد باقر ، موظفة فى المكتبة المركزية فى مدينة البصرة باالعراق