بقلم / كنوز أحمد
بلا هوية هو قلبى ..
ذَهَبت إلي الطبيب كآخر أمل لها لإنهاء دوامتها مع المعاناة ، كل مافيها يئن ..
دقات قلب صاخبة ، وهدوء نفس زائف .. صمت هارب من فم الكلمات ..
زهد مشتت ، ضغط مدلل غير مهذب فلا إنتظام ولا روية .
أخبرها الطبيب : بأنها واهمة .. وكل مافيها مثالى !
رمقته بنظرة مخذولة ، وضمته بين غمضة ورمش .. تطويه ، تضيفه إلى قائمة المعزولين من دائرة الأهمية ..
ألقت به فى كهف الامبالاة .
وإعتدلت فى جلستها على الشيزلونج غير مبالية لباقى حديثه .. تستعد للرحيل .. تعيد ترتيب ملابسها غير آبهة به .. مخلفة ورائها تمتمات ملؤها الدهشة والاستنكار ..
لم يستقر فى أسماعها سوى كلمته الأخير والتى ألقاها بصوت بدا خافتاَ نظراَ للمسافة المهدورة بينهما أثناء خروجها من باب العيادة ..
– ياريت تزورى عيادة طبيب نفسى
وبدون وعى ظلت طيلة طريق العودة تردد هاتان الكلمتان ( طبيب نفسي .. طبيب نفسي .. طبيب نفسى ) وقفزت بداخلها فكرة أن تكون طبيبة نفسها .. هى المثفقة الواعية التى تدرك جيداَ أن الذهاب إلى الطبيب عامة والنفسي خاصة لا يكون إلا لعلة تعيق الشخص عن ممارسة حياته بشكل طبيعى ..
ذلك الذى لم يحدث معها لكنها وفقط تشعر مؤخراَ وكأنها فقدت هويتها .. أصبحت لاتندمج سريعاَ ولا تفضى كثيراَ .. أخذت مساراَ مختلفاَ وقراراَ حاسما بأن تبنى صرحاَ من الخصوصية .. تركن إاليه بعيداَ عن حماقات المجتمع ومتطفليه .
كل ماهنالك أنها فى مرحلة إعادة صياغة لمفردات حياتها الجديدة والتى إختارتها لنفسها مما أثر عليها بشكل ( نفس جسمانى ).
وبكل رصانة حزمت أغراضها المعنوية واستقلت سفينة الإيمان بالذات لتبحر مهما كانت الظروف والعقبات حتى وإن كلفتها الأجواء أن تبحر ضد التيار .
فكثير من التيارات العكسية ماهى الا كذبات وسخافات هدفها تحطيم أشرعتها حقداَ وفراغاَ غير مبرر ..
ايقنت أن لا أحداَ يعرف السبيل الى هويتها سواها … وقد كان .. وقد كانت ..
ضعيفة فى قمة القوة .. عنيدة على درب التفاوض مع القدر .
قررت .. وآمنت بنفسها وكان ذلك كفيلاَ لشحن ذاتها ورفع معنوياتها رغم انها لم تفعل أى من خططها بعد .