بقلم فتيحة بن كتيلة الجزائر
تختلف العادات والتقاليد من بلد إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى حتى في البلد الواحد . والمحافظة على العادات والتقاليد لدى المجتمعات يعتبر جزء من الحفاظ على هوية المجتمع وكينونته، لذلك نجد كل الدول تسعى للحفاظ على كيانها الثقافي، والتراث الوطني من خلال المحافظة على العادات والتقاليد .
والمجتمع الجزائري كغيره من المجتمعات غني بالعادات والتّقاليد والتي توحي على أصالته وامتداد جذوره على مر السنون، وهي تختلف من ولاية لأخرى بل حتى في الولاية الواحدة هناك اختلاف بين فئة وأخرى.
، فمثلا نجد اختلافا واسعا بين سكان الشّرق والغرب على غرار الشّمال والجنوب،وهنا نذكر بصفة خاصّة سكان الجنوب الصّحراوي الجزائري، الذّين يتميّزون بتمسك شديد للعادات والتّقاليد عبر ممر العصور، فهي تضرب في عمق الأصالة لديهم ،وتعكس مدى حبهم للبساطة والحياة الاجتماعية التي يسودها التعاون والتآلف والأخوة والنخوة والمرؤة .
وتتمثل هذه العادات في الزي التقليدي والأكلات العشبية وإحياء المناسبات كالأعياد والأعراس والختان ، والولائم وزيارة الأولياء الصالحين .
فالحياة بالجنوب بقدر مافيها صعوبة فيها حياة ومتعة , ويضفي الحياة والنشاط المرأة فهمي من تساهم في الحفاظ على المورث الثقافي من جيل إلى الجيل فبمحافظتها على الأكلات الشعبية والتففن في تحضيرها رغم ضروب الحضارة وأكل المطاعم والأكلات السريعة والجاهزة إلا أن المرأة بالجنوب الجزائري مازالت تفضل المطبخ البيتي على أفخم المطاعم ، ففي البيوت الجنوبية مازل تشم رائحة المطلوع والرقاق والمطاوي تفوح من البيوت تعانق رائحة الشاي .
ومازالت المرأة بالجنوب تشمر على ساعديها لتفلت الكسكسي وتفضل التعب على شراءه من السوق جاهزا .
مما يضفي على حياتهم روح التعاون والتماسك الاجتماعي وحياة البساطة .