بعد تعاملي مع قدر لا يستهان به من مشاكل الحياة الزوجية ، تكون لدي رؤية أو خبرة متواضعة في مجال الخلافات المؤثرة علي تلك العلاقة المقدسة،وتوصلت لعدة نقاط قد تكون أحدهم ، معظمهم، او حتي كلهم من أسباب تحول المشكله لأزمه كبيرة ومن ثم انفصال مؤكد، هالخصهم بسرعة ربما يصادف من يجد فيهم إفادة .
اولا: التشبث بالتفاهات وترك اصل المشكلة ،بمعني أبسط تحاول تعرف ايه سبب الخلاف فتدخل فتفاصيل تافهة ( لا يضخم التفاهات إلا أصحاب الفكر المختل) فنترك المشكلة الاساسية ونتمسك بفروع هايفة بتستنفذ طاقتنا الذهنيه والجسدية كمان .
ثانيا: تحويل الإختلاف فوجهات النظر لخلاف ومن ثم لخصام ، مع ان الموضوع كان اختلاف بسيط اصبح مشكلة ونار تأججت بدون أي لازمة .
ثالثا: المعايرة بالإحسان وكثرة اللوم والعتاب دائما و استحضار الإساءة عند كل مشكلة ، امثلة “فاكر لما وقفت جنبك فالموضوع الفلاني ” “شوف مين هايعبرك بعد كده تاني” أو من طرفه ” فاكرة اخر مشكله غلطتي فيه وفي اهلي ازاي” “انا مش ناسيهالك لما عليتي صوتك فالخناقة الفلانية” .
رابعا: عدم الإستفادة من الأخطاء السابقه أو علي الأقل آخر مشكلة حصلت . في مشاكل بنجدها بتمشي بنفس التسلسل وبتاخد نفس الخطوات ، مش عارفة ده ضعف ذاكرة ولا ايه ، مش عاوزه اسميه غباء
خامسا: ادخال أطراف خارجية في كل صغيرة وكبيرة في حياتهم ويكاد يكون ده من أهم الأسباب علي الإطلاق،كل هفوة بتحصل في البيت لازم الأم تاخد خبر والأخت ومش بعيد العمة والخالة ،الصديق أو الصديقة الانتيم واحتمال كبير الجيران ، وبيتساوي في النقطه دي الراجل والست يعني مش الست بس اللي مابيتبلش فبؤها فوله ، لا في رجال يتفات لها بلاد في اللت والعجن مع اللي رايح واللي جاي في اي مشكله جوه بيته
كانو زمان يقولوا ” البيت زي القبر ” محدش المفروض يعرف ايه اللي بيحصل جواه و كتمان السر شيمة الفرسان .
سادسا: الكبر والتعنت وعدم الاعتراف بالخطأ، او النظر للاعتذار علي انه مساس بالكرامة وفي المقابل يتعنت الطرف الآخر عن قبول الاعتذار ان حدث ، و تعمد الإزلال،والدخول فدايرة مفرغة من “اعتذر” “لن اقبل” مما ينفر من فكره التأسف والنظر إليها علي انها مهانة مش رغبة فتجاوز المشكلة .
سابعا: اعتبار البسمة والكلمة الطيبة والرقة والعطف والحنو في المعاملة رفاهية وتحصيل حاصل او ضعف شخصية ، مش شئ اساسي ومهم لاستمرار أي علاقه في الكون ، مش زوج وزوجة بس ،حتي علاقه أم بابنها أو أخ بأخته او مدير بمرؤوسيه ، فما بالكم برجل وزوجته يحاربون في أكثر من جبهة لتوفير الاستقرار لأسرة ما.
ثامنا: الافتقار لقنوات الحوار أو التواصل اللفظي المهذب ، لازم نقعد ونسمع ونتناقش ؛ جايز في أشياء غايبة عن ذهننا ، جايز شايفين الموضوع من جهة وفي جهة غافلين عنها ،تلات اربع الخناقات والمشاكل اللي باشوفها سببها سوء الفهم .
تاسعا: عدم الحرص علي جمال الهيئة والشكل الخارجي ، يعني خلاص اتجوزنا مش مهم بأه شكلي ايه في البيت ولا هو بيهتم بشكله زي ايام الخطوبة مثلا ، زي ماتحب تشوف شكلها حلو هي برده حقها تشوفك في أجمل وأبهج صورة.
واخيرا ديننا الحنيف لخص كل ده في آيه إعجاز وبأبسط وأرق وأسهل الالفاظ ، يحفظها الصغير ويستوعبها قبل الكبير.
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ صدق الله العظيم
مافيهاش سيرة حب وهيام وشوق وولع الملخص كله فكلمتين “مودة”و”رحمة”
ملحوظه..بالنسبة للمشكله الشهيرة اللي بتدخل تشتكي منها الزوجات واللي عمت بها البلوي بين الشباب المتزوج حديثا او قديما مبقتش فارقة واللي استحدثت علي مجتمعنا وهي ارتياد المواقع الاباحية او انشاء علاقات عن طريق النت والانصراف عن زوجته وسبب رئيسي حاليا في خراب كثير من البيوت فا دي نقطة لم اتطرق اليها لأن دي باعتبرها حالة مرضية محتاجة تأهيل نفسي وديني ولا تندرج تحت النقاط اللي سردتها .