بقلم:عماد وديع
السيدة علا غبور ، وهبت حياتها لخدمة مرضى الأورام ، وكانت رائدة من رواد العمل الخيرى ، ورمزاً من رموزه ، لم تبنى كنيسة، ولم تتبوء القنوات الدينية، ولم تعتلى المنابر . ولكنها فى صمت أسست صرحاً لأنقاذ حياة الإنسان لتخفف عنه ألامه .
إمرأة عظيمة يجب أن تدرس قصتها للإقتداء بها فى الحب والبذل والعطاء والبر وحب الناس لتعرفها الأجيال.
وبدأت السيدة علا رحلتها فى خدمة مرضى الأورام ذالك بمساعدة مرضى السرطان، فى المعهد القومى للأورام، حتى اصبحت من ابرزشركاء الخير فيه .
و قد ساهمت فى تأسيس جمعية اصدقاء المبادرة القومية لمرضى السرطان، وكان اسمها السابق اصدقاء معهد السرطان . وبعد ذالك ساهمت بشكل كبير فى تأسيس مستشفى 57357، والتى تعد اكبر مستشفى لسرطان الأطفال فى الشرق الأوسط . وقد شغلت فيه منصب ألأمين العام للمؤسسة وقد كرست السيدة علا جهدها ووقتها لهذا الصرح الكبير، وتطويره وخدمة مشروعاته التوسعية ، والمساهمة فى جمع التبرعات له .
كما اسست جمعية اصدقاء أطفال مرضى السرطان بألسيدة زينب.
كما كانت عضواً فى شبكة مصر للسرطان 57357التى إنشئت بالولايات المتحدة الأمريكية، كمنظمة غير ربحية. ورئيس مجلس إدارة معهد جمعية اصدقاء المعهد الوطنى لمرضى السرطان.
وكانت ايضاً احد المشاركين فى دعم المركز الثقافى الأرثوذكسى وابرز القائمين بالعمل الخيرى فية.
وقد كرمتها مؤسسة الأيتام القبطية فى مدينة نيوريك وأهدتها جائزة تكريم كرائدة من رواد العمل الخيرى .
وقد حصلت السيدة علا غبور على عدة جوائزمنها جائزة جمعية الصحة العالمية ، و جائزة المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى للعلوم الإنسانية والثقافية ، وقد تسمت هذة الجائزة بأسمها تخليدا لها فيما بعد لما قدمتة من اعمال خيرية جليلة للأنسانية .
وفى 2012 قامت الغرفة التجارية الآمريكية بتكريمها فى تونس، ومنحها جائزة افضل امراة تعمل فى الأعمال الخيرية، ودورها فى إنشاء مستشفى سرطان الأطفال، و قد عملت من خلال عضويتها لهذة المنظمة على توفير الموارد للمستشفيات المصرية والمنظمات غير الحكومية التى تركز على مرضى السرطان .
كما شملت انشطتها العديد من المؤسسات الخيرية مثل مساعدة الأطفال ذو الأحتياجات الخاصة ، ومستشفى ابو الريش للأطفال ، ومؤسسة سرطان الثدى فى مصر، كما ساهمت فى إنشاء مستشفى مجدى يعقوب للقلب .
و كان لها الفضل فى إدخال تخصص دقيق لجراحات العظام فى مصر يسمح لعلاج مرضى الأورام دون بتر للاطراف، فقد كان جميع الأطفال الذين يصابون بسرطان العظام فى مصر حتى 1983 كانوا يموتوا او يتم بتراطرافهم ، لذالك قد ارسلت السيدة علا مجموعة من الأطباء للتدريب فى الخارج وعند عودتهم نجحوا ان يصلوا بنسبة الشفاء حتى 65%.
والسيدة علا غبور، هى علا لطفى ذكى وتلقب بعلا غبور ولدت فى 29 يناير 1960 م ، ووالدها المهندس لطفى ذكى وهبة، وكيل وزارة المواصلات ، وزوجها هو الدكتور رؤوف غبور، وقد تزوجت فى 20يناير 1979م وابنائها كمال ودينا ونادر .
واخيرابعد ان وهبت حياتها للناس ووجهت جزءاً كبيرا لمرضى الأورام، فقداحبت الناس فأجمع الجميع على حبها، وشاء القدر ان تصاب بنفس المرض ، مرض السرطان فى الرئة ، المرض التى وهبت حياتها لمحاربتة وتحمى الناس منه، ولكنه قد نجح فى إصابتها هذه المرة بأصابة قاتلة، لم تستطيع ان تنجح من النجاة منة، ولكنها قد نجحت من قبل ان تنجى ألآف المرضى من هذا المرض الغادر .
ولكنه القدراراد ان تموت عن طريقه لأنه ايضا دائما يجيد ان يحصد اجمل ما فى حياتنا وغابت علا ورحلت عن الدنيا المؤلمة بعد رحلة علاج قصيره، حيث صعدت روحها الى السماء فى18 ديسمبر 2012.
لتبقى ذكراها ملهمة للحب والعطاء للأخرين ويضرب مثلا رائعا للتفانى والعمل الخيرى الإنسانى .