عاممقالات

الشيخ علي محمود و الشيخة كريمة العدلية


كتب/خطاب معوض خطاب
إمام المقرئين المصريين يتزوج المقرئة المنشدة

الشيخ علي محمود المولود بحي الجمالية بالقاهرة الفاطمية في 6 فبراير 1878م و المتوفى في 21 ديسمبر 1946م ، يعتبر واحدا من أشهر المقرئين و المنشدين المصريين ، بل يمكن القول بأنه واحد من أئمة المقرئين المنشدين ، فيكفي أن نعلم أنه كان معلما و أستاذا للشيخ محمد رفعت و الشيخ طه الفشني و الشيخ كامل يوسف البهتيمي و الشيخ محمد الفيومي و الشيخ عبد السميع البيومي .

للأسف التسجيلات الموجودة للشيخ علي محمود قليلة و نادرا ما تذاع ، لكن الشيخ علي محمود له ظهور خاص خلد صوته للأزمان حيث ظهر صوته في السينما المصرية 3 مرات : الأولى في فيلم اسمه “أولاد مصر” 1933م حيث قرأ القرآن في أحد مشاهد الفيلم ، و الثانية في فيلم “الحل الأخير” 1937م حيث ظهر بصوته يرفع الأذان في أحد مشاهد الفيلم ، و الظهور الأخير له بصوته كان بعد وفاته بحوالي 10 سنوات “1956م” في مشهد من فيلم “رصيف نمرة 5” حيث تمت الإستعانة بأحد تسجيلاته في مشهد عزاء زوجة الشاويش خميس “فريد شوقي” بطل الفيلم و التي قامت بدورها الفنانة “ملك الجمل” .

حفظ الشيخ علي محمود القرآن الكريم في صغره و درس علوم القرآن و التجويد و الفقه و أجاد كل هذه العلوم ، ثم درس الموسيقى على يد الشيخ إبراهيم المغربي و الشيخ محمد عبد الرحيم المسلوب و الشيخ عثمان الموصلي ، و برع الشيخ علي محمود في قراءة القرآن و تجويده على نحو غير مسبوق و أصبح قارئا للسورة بمسجد الإمام الحسين و منشدا معروفا له بطانة معروفة كان منهم “الشيخ زكريا أحمد” الموسيقار المعروف فيما بعد ، و العجيب أن العديد من نجوم الطرب تعلموا على يد الشيخ علي محمود مثل الموسيقار محمد عبد الوهاب و السيدة أم كلثوم و المطربة أسمهان .

تزوج الشيخ علي محمود من الشيخة كريمة العدلية التي كانت من مقرئات القرآن و المبتهلات الشهيرات في زمانها ، و كانت تقرأ في المناسبات للسيدات فقط على عادة المصريين في ذلك الوقت ، حيث كان هناك مكان مخصص للرجال يقرأ فيه مشايخ من الرجال ، و هناك مكان للسيدات تقرأ فيه المقرئات ، و كانت الشيخة كربمة العدلية “كفيفة” مثل الشيخ علي محمود و جمع حب كليهما لصوت الآخر و تقديره حيث كانت تذهب الشيخة كريمة لمسجد الحسين لتستمع لأذان و قراءة الشيخ علي محمود ، و كان هو أيضا يشيد بصوتها و حسن قراءتها .

لم تكن الشيخة كريمة العدلية هي السيدة الوحيدة التي تقرأ القرآن كمحترفة بل سبقها و تلاها العديدات من القارئات ، مثل الشيخة “أم محمد” التي كانت تقرأ القرآن للسيدات أيام الوالي محمد علي باشا ، و سافرت لقراأة القرآن في “حرملك السلطانة” في إستانبول ، كما ظهرت الشيخة “منيرة عبده” التي كانت تقرأ في الإذاعة الأهلية ثم الإذاعة المصرية و إذاعة لندن و باريس ، 
كما ظهرت الشيخة “خوجة إسماعيل” التي قرأت بالإذاعة المصرية ، و كانت آخر المقرئات الشهيرات هي الشيخة “نبوية النحاس” التب توفت سنة 1973م .

لكن تعد الشيخة “سكينة حسن” حالة خاصة و بارزة وسط كل المقرئات المصريات اللاتي ظهرن على الساحة و قرأن بالإذاعة و سجلت لهن أسطوانات للقرآن و الإبتهالات ، فالشيخة “سكينة حسن” كانت ملء السمع و البصر حتى خرجت فتوى بأنه لا يجوز للسيدات قراءة القرآن في الإذاعة لأن صوت المرأة عورة ، فتم على إثر هذه الفتوى منع ظهور المقرئات في الإذاعة و تحولت الشيخة سكينة حسن من قراءة القرآن و الإبتهالات إلى الغناء ، و بالفعل صدرت لها عدة أسطوانات و أصبح اسمها بعد ذلك المطربة “سكينة حسن” .

المصادر :
كتاب ألحان السماء “محمود السعدني” .
مجلة الهلال يوليو 2014م .
مجلة الهلال يونيو 2015م .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock