سامح عبده
قال القيادي في حركة “فتح”، رأفت عليان، إن المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، جاريد كوشنير، واضح أنه يجهل في السياسة بشكل عام، وفي سياسة الشرق الأوسط بشكل خاص، لافتا إلى أنه رجل أعمال وجاء هو وفريقه ولا يعلمون جيدا ما هي السياسة في الشرق الأوسط وجاء للترويج للرؤية الإسرائيلية، مؤكدا أنهم راغبين في مقايضة العلى المشروع الفلسطيني وعلى القضية الشعب الفلسطيني تحت بند الملف الإيراني.
وأضاف عليان خلال لقاء له على فضائية “الغد” الاخبارية، مع الإعلامي محمد عبدالله، أن الإدراة الأمريكية تريد أن تعبث بالقضية الفلسطينية وجعلها ورقة مقايضة على حساب “داعش” والملف الإيراني، مشددا على أن الرئيس الأمريكي وإدارته تدرك جيدا ماذا يمكن أن يقبل به الشعب الفلسطيني وما الذي لا يمكن لأحد أن يمليه عليه.
واعتبر عليان أن التصريحات حول نقل السفارة الأمريكية للقدس والاعتراف بالمدينة المقدسة كعاصمة لإسرائيل هي مجرد بالونات اختبار أطلقتها الإدارة الأمريكية بعد فشلها في ابتزاز الشعب الفلسطيني وقيادته خلال محاولة إغلاق مكتب “منظمة التحرير” في واشنطن، وأن ادارة “ترامب” تمارس ابتزازا من خلال مساعي نقل السفارة للقدس.
وقال عليان: “أتحدى أن تأتي إدارة بالبيت الأبيض تستطيع أن تنقل السفارة أو تعترف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، لأنها تعلم جيدا أن الشارع الأمريكي والشارع الإسرائيلي سيدفع ثمن هذا القرار”، مشددا على أن هذا الأمر من الخطوط الحمراء الذي لا يمكن للولايات المتحدة أو لإسرائيل أن يتخطوهن، مشككاً في أن يأخذ الرئيس الأمريكي هذا القرار.
وأشار القيادي بحركة فتح إلى أن الأمر ما هو إلا بالونات اختبار للشارع الفلسطيني وابتزاز للقيادته، موضحا أن الإدارة الأمريكية تريد أن تعرف حجم ردود الأفعل التي قد تستخدمها القيادة والشارع الفلسطيني جراء تلك التصريحات.
وأكد عليان أن إدارة “ترامب” تسعى إلى تطبيق “سلام إقليمي اقتصادي”، وتريد أن تقايض الملف الفلسطيني وكل الملفات في الشرق الأوسط على حساب أن ترفع الاقتصاد الأمريكي بعيداً عن القرارات الدولية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن التصريحات الأخيرة لـ”كوشنير” لم يذكر خلالها أي بند من بنود مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أو أي من القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وتابع أن المبعوث الأمريكي يريد أن يقدم ببنود جديدة ليطبق قرارات ليأتي بعملية تسوية جديدة تنسجم مع الرؤية الإسرائيلية التي تسعى إليها حكومة “نتنياهو”، مشددا على أن الرؤية الأمريكية هي “سلام اقتصادي” على حساب كل القرارات الدولية المتخذة من أجل إقامة دولة فلسطينية، متابعاً: “السلام الذي يبحثون عنه هو قتل حلم إقامة دولة فلسطينية على حساب ذلك تقوم عملية السلام”.
وأوضح عليان أن إدارة “ترامب” لن تجد أية دولة عربية تستطيع العمل معها في ظل استهداف القدس والمدينة المقدسة، ولن تجرؤ دولة عربية على التعاون مع “ترامب” إذا حدث إستهدافاً للقدس، مؤكدا أن من يلعب بهذا الملف هو يلعب بالنار وسيفجر المنطقة.
واعتبر عليان أن مسألة نقل السفارة والاعتراف بالقدس ليست النقطة المفصلية الآن، وأن الحديث حاليا يدور عن التهديد الإيراني و”داعش” و”حزب الله”، مؤكدا أن المشكلة الأساسية في العلاقة “العربية الإسرائيلية” هي الملف الفلسطيني، لذا تريد الإدارة الأمريكية أن تتجاوز هذه المشكلة في أن يجعلو من العرب مجاهرين في التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وطالب عليان الدول العربية التمسك بالمبادرة العربية التي رحب بها الفلسطينيون شعبا وقيادة، وألا تكون شريطة في “صفقة القرن” على حساب القضية الفلسطينية، مؤكدا أن الدول العربية تعلم جيدا الخطوط الحمراء للشعب الفلسطيني وعليها أن تبلور موقفا جديا في مواجهة أي مخطط يستهدف القضية الفلسطينية وفي مقدمتها القدس.