بقلم دكتورة زينب زكى
قررت الساحرة الجميلة أن تبدأ حياتها مثل كل الفتيات ووافقت على فارس الاحلام الذى دق بابها بعد طول انتظار وخرجت من بيت أهلها لتحلم بالبيت السعيد وكلها أمل فى الحياة السعيدة مع من اختارته من بين ملايين المعجبين بها . فضلته على كل من حاولوا الاقتراب من قلبها البرىء الجميل النبيل .. ولكن .. هيهات أن تصلح الأيام ما أفسدته سنوات العمر الطوال .. كانت صدمتها قوية فى مخلوق لا يعرف سوى القسوة والتسلط والشجار ليل نهار .. صبرت واحتسبت حياتها عند الله على أمل أن تحوله لإنسان طيب يليق بقلبها الطيب ولكنها لم تستطع .. كانت تثير دهشة من حولها ليتساءل الجميع .. كيف تتحمل تلك الجميلة كل هذه المعاناة دون محاولة واحدة للتخلص من تلك القيود التى الزمت نفسها بها بل وكانت هى من قيدت نفسها واحكمت القيد جيدا وعن طيب خاطر وكلما حاول احد ان ينصحها كانت تجد لزوجها الف عذر وعذر وتقنع نفسها انه سيأتى يوما ويهديه الله ويعوض صبرها فيه خيرا .. ولكن هيهات أن تصلح ما أفسدته سنوات العمر..
وفجأة .. ودون سابق انذار قررت الرحيل .. قررت أن تنجو بما بقى لها من عمرها .. قررت الوقوف للحظة لتدير دفة حياتها مرة اخرى الى الخلف .. قررت التخلص منه .. وتعجب الجميع من موقفها .. هل تلك هى الانسانة الصابرة الصامدة التى كان الجميع يتعجب من صمودها وصبرها على ذلك الوغد الذى لا يعرف الرحمة ..
نعم هى .. فكثرة البكاء تنبت قسوة القلب .. وتحول صبرها وصمودها الى عناد قاسى جعلها لا تلتفت الى توسلات زوجها لها بأن تعود لبيتها من جديد .. قررت ان تنهى تلك المهزلة بعد ان اختنق الحنان فى صدرها وجفت دموعها .. وقررت ان تتمسك بنقطة رجوع لعالمها الخاص .. لضحكاتها وابتساماتها والتخلى عن كل مصدر لآلامها .. لذا .. أرجوكم أحبائى
حافظوا على بيوتكم من الانهيار
تحياتى للجميع