رشارمضان إسماعيل
تُعانقني اللهفة للعودة إلى أعوام مضت، للعودة إلى طُرقات قديمة كانت تحمل خطواتنا وهمس أصواتنا و ضجيج ضحكاتنا .. أعود بذاكرتي لمكان يسكنه بقايا زهر أفتش فيه عن طفولتي المفقودة بين دهاليز العمر حيث كنت أرتدي الفساتين الملونة وأترك شعري ليتسابق مع الريح
أقف حينها أريد أن أعبر الزمن وأركض حيث لاشيء يُرهق الذاكرة ، لا معركة بيني وبين أفكاري المزدحمة في رأسي
فقط ارجوحة ودمى مُلونة وحضن كوطن على هيئة أم وفيض حنان من أبي
فهذا الشيب في جدائلي لا أُريده أنا أكرهه بشدة حتى وإن صبغته بلون ليبدو وكأنني دون شيب فكيف أصبغ الشيب في قَـلْبِي ؟!
كيف أوقف الأشياء التي تتقاتل في رأسي ؟!
كيف أسير والطرق وعرة ؟!
كيف أجد نقاءً وسط كل هذا الصدأ؟!
تتفاقم الأسئلة دون جواب فيتعالى صوت الضجيج الغير مُحتمل
وقتها أقرر أن أنام ، احتاج أن أنام بلا أي شيء
أريد مخرجًا يحميني من أنين الفكر القابع في خلايا الروح
أريد أن أتلو آية الكرسي وأستودع كُلي في أمان الله وحفظه ورعايته
أريد أن افتح عيني على شمس صبح جديد تتجدد فيه الروح المتعبة
