كتبت/هبه سلطان
عالم من السحر والجمال امتزجت فيه القوة بالضعف.المال والجاه بالفقر والإهانة.الحب بالكره. العدل بالظلم
السعادة بالحزن. الخير بالشر.
الشجاعة بالجبن. الفتوة بالبلطجة.
لتصنع أقوي ملحمة في الأدب العربي ألا وهي ملحمة الحرافيش للأديب نجيب محفوظ.
ملحمة الحرافيش تحكي عشرة قصص لعشرة أجيال مختلفة من ذرية عاشور الناجي الفتوة سكنت الحارة غير محددة الزمان أو المكان.
رواية تسرد جميع نواحي الحياة وما يدور بداخل النفس البشرية.
تبدأ الرواية بظهور طفل رضيع مجهول النسب يتكفله شيخ طيب في نشأة طيبة.تتلاطمه أمواج الحياة إلي أن يفر هاربا من وباء اجتاح الحارة ويعود بعد انقضاء الوباء ليصبح الناجي الوحيد في الحارة فيعرف بعاشور الناجي وكما ظهرعاشور الناجي فجاءة يختفي فجاءة لتتوالي الأحداث فما بين عاشور الناجي الجد في العاشورية وعاشور الناجي الحفيد في التوت والنبوت تعزف ملحمة الصراع علي الفتونة في الحارة وكأنه صراع علي السلطة وخلاصة ما نعيشه اليوم وبالتالي فعدم تحديد المكان والزمان جاء مقصودا من الأديب نجيب محفوظ.
ليشتد الصراع بين الفتوات وتتعالي أصوات النبابييت لينتهي الصراع في كل مرة بالحكم لمن غلب وتتعالي أصوات الجماهير بدلا من أصوات النبابييت لتحية الفتوة المنتصر
اسم الله عليه اسم الله عليه حتي وأن كان انتصاره ضد إرادتهم ولكنه قانون الغلبة و الفتونة.
أعتمد الأديب نجيب محفوظ علي استخدام أبيات من شعر غير معلوم او محدد لغته ليشعر القارئ دائما أنه في حالة بحث مستمر فالرواية تبدأ بمجهول وهو البطل وتنتهي بمعلوم وهو الجماهير التي تكمن القوة بداخلها ولكنها دائما تنتظر المخلص وهو المجهول في الرواية.