كتبت/هبه سلطان
التغيير الكبير الذي تشهده المنطقة العربية ما هو إلا نتاج أحداث تاريخية مشابهة فتاريخ ليس ببعيد وعلي الرغم من هذا فقد عجز العالم العربي عن تحليل المستقبل.
فبرغم من التحذير المستمر من مخططات الأعداء بتقسيم المنطقة العربية الي دويلات صغيرة وإعلان دولة إسرائيل الكبري إلا أنه لم يحرك ساكنا.
فبعد أحداث سبتمبر ٢٠٠١ الشهيرة بأربع سنوات يصدر كتاب لروبرت درايفوس
بعنوان devil’s game ولأهمية هذا الكتاب قامت دار الثقافة الجديدة بترجمته إلي العربية بعنوان
لعبة الشيطان.
تكمن أهمية هذا الكتاب في اعتراف الكاتب الأمريكي روبرت دريفوس أن جماعة الإخوان المسلمين بقيادة حسن البنا نشأت بمنحة من شركة قناة السويس المملوكة في تلك الفترة للانجليز وكيف أطلقت بلده أمريكا العنان للإسلام السياسي في الشرق الأوسط بدعمها وتمويلها لهم مما أنتج ما يسمي في المنطقة العربية بالإرهاب.
وأن نشأة جماعة الإخوان المسلمين علي يد حسن البنا لم تكن الأولي في التاريخ فقد سبقه جمال الدين الأفغاني في تكوين جماعة دينية لكنه فشل في كيفية التواصل مع الجماهير ولكن أمريكا تعلمت من الخطأ فقامت بتدريب كلا من
حسن البنا وسيد قطب علي كيفية التواصل مع الجماهير.
وكان لبروز الإسلام الاقتصادي في فترة السبعينيات والتي مولته امريكا لاهدافها السياسية في المنطقة العربية دور كبير خاصة شركات الإستثمار والبنوك الإسلامية تحت رعاية جماعة الإخوان المسلمين فأصبح الإسلام الإقتصادي هو المحرك الأساسي والفعال في تصدير فكر الإسلام السياسي ورعايته للعنف.
وأن أمريكا استخدمت سلاح الإسلام السياسي في حربها ضد الأتحاد السوفيتي فأصبحت علاقتها بالجماعات الإسلامية أقوي فصنعت نوعا جديدا من الجهاديين يجيد حرب العصابات والتخابر وسائر فنون القتال والسيارات المفخخة وفي الثمانينات تم تأسيس تنظيم القاعدة في أفغانستان
علي حد قول الكاتب الأمريكي.
يوضح الكاتب أيضأ في هذا الكتاب دور أمريكا في أحداث الثورة الإيرانية والحرم المكي واغتيال السادات.
يوجه الكاتب في نهاية الكتاب نقدا شديد اللهجة للسياسية الأمريكية خاصة سياسة جورج دبليو بوش وبطانته من المحافظين الجدد وحربه ضد العراق بزعم أن يجعل العراق أول دولة ديمقراطية في الشرق الأوسط.
ودعمه للإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين حتي تستمر اللعبة
وتنجح الخطة الشيطانية في تقسيم المقسم .
