صائغ القوافي
فهد بن عبدالله الصويغ
لا نتعجب حينما نسمع من بعض البشر
أنهم يعبدون الله فيرزقهم ويعطيهم من فضله ومن نعمه المال والصحة والزوجة الصالحة والذرية وهناك من أيضآ يعبده عزوجل وليس له من نصيب النعم إلا القليل من الدنيا لحكمة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى .
ولكن بعض البشر وهم ربما غالبية البشر لا يعبدون الله عزوجل ومع ذلك تجد أنهم متمتعون بنعم الله بل ربما أكثر مما يتمتع به المؤمنين بالله عزوجل ومنهم أيضآ من لا يجد من نعم الله إلا القليل وتلك أيضآ نقول عنها حكمة لا يعلمها إلا الله عزوجل .
إن الله سبحانة وتعالى قدم إلينا الحياة وأمرنا فيها بالعمل لنحصل على قوت يومنا فمن يخلص في عمله وينجز
هدفه دون كلل أو ملل نال التوفيق والنجاح وبلغ المكانة الذي كان يرجوها .
أما من تكاسل وتواكل أستضعف في الأرض ولم ينل من الدنيا إلا فتات العيش والهوان بين الناس ، وإن كان
وارث ، فالوارث الذي لا يعمل نظرة الناس إليه دائمآ متدنية يصبح مطمع للمحتالين والمنافقين وأهل الفتن واللصوص .
كل ما سبق ذكره هو ملخص لحال الخلق في هذه الدنيا فالرزق ليس مال فقط بل هو صحة وزوجة وذرية وأسرة
وعمل وأصدقاء وغيره
الكثير .
قدم الله عزوجل للبشرية هذا الكون
و أمرهم بأمر واحد وهو عبادته مخلصين له بلا شركاء في ملكه أي أننا نعبده وحده سبحانه وتعالى وذاك من حقه عزوجل علينا لما قدمه لجل البشر من خلق أدم عليه
السلام إلى اليوم وإلى أن تقوم الساعة لينال كل منا ما جناه وأنجزه بحياته .
فمن صنع لنا الحياة هو وحده من يعلم سنتها وقوانينها .
فأمرنا عزوجل بعبادتهوتعاليمه
كي نستطيع العيش بها مكرمين .
فهل نحن قمنا بإتباع تعليماته لتنجح حياتنا ونصل إلى الهدف الذي أراده لنا الله عزوجل ؟
منا من قرأ التعليمات جيدآ ونال أكثر مما تمنى بهذه الدنيا ومنا لم يستطيع القراءة ولم يقرأ فلم ينال من الدنيا إلا
مايستحق منها من جهل وغباء وتخلف .
ولكن السؤال الذي يجب أن يطرح
الأن بعد أن قدم الله عزوجل هذه الدنيا التي خصنا وسخر كل شئ بالكون لنا
فهمه البعض ولم يعيه البعض الأخر .
أتقدم بسؤال للجميع .
ألا يخطر ببالك يومآ ،
لماذا الله عزوجل قدم لنا هذه الدنيا وجعل بيده الرزق والحياة والممات ؟!
رغم أنه إلى اليوم يوجد من ينكر وجوده ومن يشرك به ومن يخالف تعليماته .
الإيمان بالله نعمة ليس بعدها نعمة فهو أقل شئ تقدمه
لنفسك قبل الله عزوجل
فأنت بهذه النعمة ضمنت رحمته بأمره سبحانه .
تخيل معي عزيزي القارئ الكريم ، حين سؤل رسول الله صل الله عليه وسلم
من قبل السيدة عائشة رضي الله عنها وقالت : لما تجهد نفسك في العبادة
لله ألم يغفر لك الله ماتقدم من ذنبك وما تأخر ، أو كما قالت ، انظر ماذا كان
رده صلوات ربي وسلامه عليه : ألا أكون عبدآ شكورا ، او كما قال عليه الصلاة
والسلام .
لم نخلق في هذه الحياة إلا لنكون عباد
عاملين لله فالمؤمن يعلم أنه عبد لله
عزوجل والجاهل أضحى تائه بلا هوية
في الدنيا أو في الأخرة لأنه أنكر فضل
الله أو شرك في عبادته من لا يستحق .
من خلال هذا الملخص البسيط عن فضائل الله ونعمه وحديثي هنا للمؤمنين
به عزوجل أقول ألا يستحق منا أن نكون عباد مخلصين لله ونقرأ تعليماته
جيدآ لنستطيع أن نتجاوز هذه الدنيا
النتنه كما شبهها رسول الله صل الله عليه وسلم ، ونشكر الله حق شكره ونعبده
حق عبادته ومن أوامره سبحانه : قل إعملوا فسيرى الله عملكم ، وأمرنا أن نتفكر وأن نشكر نعمه وأن نستغفر
وأن نتأخى وأن نحافظ على كرامتنا وأن نتصدق وأن نصلي له وأن نحارب
الظلم وأن لا نبذر أموالنا وصحتنا
وسؤالي الأتي هنا لمن جحد الله وأنكر
وجوده أو لمن أشرك به .
سأسألك بالمنطق الذي تفهمه .
هل عقلك يصادق ماتراه بأن الكون بلا إله بلا محرك له ؟
وسؤالي للمشرك هل يعقل أن يكون للملك شريك في حكمه ؟
إن الله عزوجل ملك لهذه الحياة مالك لها حي لا يموت هو من يدير شؤون الحياة
هو من يحمي كينونتها فهل تتصور أن بشرآ مهما كانت قوته أن يستطيع أن
أن يحمي هذا الكون بما فيه ويرزق جل من فيه ، فإذا قلت نعم فلما لم يحمي نفسه من الموت والتأمر عليه ولما يقبل على نفسه أن يكون معدن حقير يعبد كحجر
أو طعام أو حيوان أو نبات ؟!
الإله يا صديقي لا يموت ولا يهان ولا يفل ولا يهزم بل هو شئ لا تدركه الأبصار .
علاقتنا مع الله عزوجل نادرآ ماتكون سوية لأن معظمنا لا يدرك عظمته وشأنه ، فيتساهل في المعاصي والذنوب مع الأسف الشديد .
سؤالي الأخير للملحدين ، ماذا لو بعد مماتك فوجئت بوجود الله وبالحساب ماذا ستفعل حينها ؟!
رئيس قسم المقالات
نجلاء الرواي