شعر وحكاياتعام

بلفورُ الثاني :



شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان
قد زاد فيك الميمُ فِضلَةُ ناقِصٍ
وبدونِهِ أنتَ التّرابُ يُداسُ


صدّقتَ هرطقةَ الغُزاةِ فعِنتَهُم
وتَبعتَهُم قد خانكَ الإحساسُ

رأسٌ تُدَوَّرُ فيهِ كلّ خَفِيّةٍ
ممّا يُدبّرُِ والعِدا حُرّاسُ

يَقضي بما يُمليهِ حقدٌ أرعَنٌ
ما للعدالةِ عندَهُ مِقياسُ

يُرغي ويُزبِدُ ثُمّ يُردفُ هادِراً
وتكادُ تُحْبسُ بعدها الأنفاسُ

تَخِذَ اليهودّ وما أخَسَّ فِعالَهُم
أهلاً، فسُرَّ الذّيخُ و الأنجاسُ

سلبوا الدّيارَ وشرّدوا أصحابَها
فالغدرُ طبعٌ فيهِمُ ومِراسُ

هتكوا الجزيرةَ واستباحوا نفطها
وأقّلّ أهلوها وأطبقَ ياسُ

جرّفتَ ما تحوي خزائنهم كما
لو كانَ مُلِّكَ في الوكيلِ نُعاسُ

لا خيرَ فيك لنا فكيف خدعتهم 
بكَ ينصرُ الباغونَ والأرجاسُ

قدّمتَ عاصمةَ الوقارِ هدِيّةً
للغاصبين فليتها تكساسُ

وَوَصَمْتَ بالإرهابِ كُلّ مُدافِعٍ
عن حقّهِ فتهَلّلَ النّخاسُ

وَضَربتَ بعضَ العُربِ ثمَّ ببعضهم
حتّى انتَشيْتَ كأنّها أعراسُ

وقُبَيلَ إبليسٍ هُمُ في غَيّهم
فاهنأْ بهم سيُضِلُّكَ الوسواسُ

كم قد لَوَينا قبلُ من مُتَجَبّرٍخ
فخُذِ العِظاتِ ولا يَغُرّكَ باسُ

جاوزتَ حدَّ اللهِ فارقُبْ غضبةً
فالظُّلمُ في ردعِ الظّلومِ أساسُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock