بقلم ممدوح عبد الجواد منير
اذا تمعنت وتدبرت قوة الكلمات ومدي تأثيرها في حياتنا لتريثت قليلا وتفكرت قبل ان تنطقها، ومن هذا المنطلق تري كلمات أقامت شعوبا واخري هدمتها، وكلمات أقامت بيوتا واخري هدمتها، وكلمات انشأت أسرا واخري دمرتها، كلمات جمعت بين حبيبين وكلمات فرقتهما، الكلمات ليست مجرد حروف ترتبها بل هي معاني ومشاعر ومواقف وأفعال وقرارات نتأثر ونتفاعل بها و معها، وعليه وقبل ١٤٠٠ عام جاء رسولنا الكريم وهو ما ينطق عن الهوي وإنما هو وحي يوحي عندما قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا او ليصمت، لم يقلها عبثا ولكن لعلمه بوقع وتأثير الكلمات في حياتنا.
تفكر وراجع نفسك في كل كلمة تنطقها ومدي تأثيرها في المحيط الذي تعيش فيه ، اسعي واجتهد ان تكون مؤثرا إيجابيا في نفوس الآخرين ولا تكون اداة لقتل النفوس والعقول فسلاح الكلمات اذا أسئ استخدامه اصبح مدمرا، كن شخص نافع اذا استطعت ، فإذا لم تستطع فأصمت خيرا لك ولمن حولك .
اقتبس حكمة قالها والدي رحمه الله منذ اكثر من ثلاثين عاما حين قال كلما اقترب الانسان من دائرة ذاته زادت حماقته ، وقصد هنا ان التمحور حول الذات وارتفاع صوت الأنا في العقول دائما توقع أصحابها في الأخطاء.
اصلح الله نفوسنا وكلماتنا وعقولنا وجعلنا خيرا للآخرين ونفعا وإصلاحا وتعميرا في الارض وليس دمارها.
من اعانك علي نفسك اتخذه صديقا ومن اعانك علي الدنيا اتخذه رفيقا ومن اعانك علي الطاعة اتخذه خَلِيلا
وفوق كل هؤلاء من انار طريقك وقلبك وبصيرتك اتخذه قبلتك في الدنيا حتي تنعم بلقائه في الآخرة .
الدنيا حق
الآخرة حق
الحياة حق
الموت حق
الحب حق
الرزق حق
الابتلاء حق
الشفاء حق
المرض حق
العمل حق
الصحة حق
ورب الحق طاعته واجبة
الشكر واجب
الصبر واجب
الحمد واجب
الرضا واجب
القناعة واجب
الطاعة واجبة
الاستغفار واجب
السعي واجب
الاتزان واجب
الصدق واجب
وفوق كل ذلك الزهد سبيل العارف ينقي الروح والجسد.