بقلم الكاتب الساخر عادل إدريس
احتارت النساء في كيفية الوصول لقلب الرجل فمنذ الخليقة وكل يبحث وينقب عن الخلطة السحرية التي تجعل الرجل يفترش قلبها ولا يبارحه إلا بالفراق موتا .
فكانت أول مقولة ظهرت للوصول لقلب الرجل كانت علي لسان الملكة (بتر ست) التي تزوجت من الملك (دن أو عنجيب) عندما قالت ” الطريق إلي قلب الرجل هو عطرك الجذاب” فكانت تتعطر بأفخر العطور وترسل في طلبها من خارج البلاد ورغم ذلك تروج عليها خمس أخريات.
ثم توالت المقولات فمنهن من قالت ” الرقة والدلال ” ومن قالت ” الطاعة العمياء” وغيرها من المقولات.
وأخيرا اهتدين إلي أن أقرب الطرق لقلب الرجل ” معدته” .
وصارت هذه المقولة هي من أهم ما تغرسه أم الزوجة لأبنتها قبل الزواج فتعلمها صنوف الأكل التي تجعل من زوجها حبيبا راسخا في قلبها .. لذا فتجد الزوجة أثناء فترة الخطوبة تسأل خطيبها عن أنواع الأكل الذي يشتهيه ويستمتع به.
وخرجت أبلة نظيرة بكتابها في عالم الطبخ وجاءت بعد ذلك الميديا بالشيفات وتوالت الوصفات والجديد من البهارات التي تشعل قلب الرجل وتنوعت طشات الملوخية فتكرشت بطون الرجال حتى طالت الركب وتليست العقول من فرط الدهون فزادت الخلافات وأصبحت هذه المقولة تسمن فقط ولا تغني من جوع المرأة للحب.
وجاءت إحدى الباحثات المستشرقات وقالت ” النهم لجنسي للرجل الشرقي هو الاقرب لقلب الرجل” وافترشت الزوجة سرير الزوجية بجسدها لتنال قلب زوجها فتلذذ حد الشبع وناولها أحلي ” باي باي ماى دير” بحثا عن غيرها .
وذهبت النساء تفكر وتفكر وتبحث وتنقب وكلما جاءت بفكرة أجهضها الرجال إلي أن خرجت إحدى الباحثات في علم الفسيولوجي معلنة اكتشافها الساحر ” الرقص يخلع قلوب الرجال ” فبدأت محلات الملابس تعلق بدلات الرقص علي واجهتها وحملت كل عروسة معها بدلة رقص شرقي ضمن جهازها .. ورقصن علي كل نغمات الرقص حتى شعرن بأن الأرجل بدأت تأن من الأوجاع وتلخلخت الركب واستقبلت المستشفيات الكثيرات لاستئصال الزائدة الدودية نتيجة الهزات والرعشات والتقصيعات وانخلعت قلوب الرجال من أجسادهم ولم تعد تدق بالحنان.
احتارت جموع النساء وكلت جهودهم ووضعن الأيدي علي الخدود يفكرن في هذه المعضلة التي تعصف بحياتهم الزوجية وزادت حالات الطلاق إلي حد تقشعر له العقول فعدد الخروج من سجل الزواج قد قارب التساوي مع الداخلين الجدد فمنهن من طرقت أبواب السحر والشعوذة لعلها تجد حل لها ومنهن من جاهدت أمام المحاكم طالبة للخلع.
خرجت جموع الباحثين كل يشطح بفكره عن أسباب الطلاق فهناك من قال الزواج المبكر ومنهم من قال الختان يجعل هناك فتور جنسي وهناك من أدخل عنصر الحالة المادية إلا أن كل ذلك ليس له دخل في المشكلة فأمهاتنا تزوجن صغيرات وكن مختونات وجئن بعدد من الخلفة يفوق أصابع الأيدي العشرة وكانت الحالة الاقتصادية ليست إلا علي القدر الكافي بالكاد .
وأخيرا تمطعت إحداهن وخرجت علي شاشة التلفاز معلنة “أن حوض الماء القريب من موقد الغاز بالمطبخ هو أهم أسباب الطلاق”.. ضحك الجميع رجالا ونساء ساخرين منها ولم يتعمقوا في نفسيتها فقد قالت ذلك للأسف لأنها تاهت وتصدع عقلها من البحث عن أسباب طلاقها أو تعاستها فشتت بفكرها وخرجت باللامعقول.
تطرق الكثير إلي الرجوع إلي الله خير طريق إلي السعادة الزوجية وإلي رسله وتعاليمهم للتعامل مع الزوجة إلا أن البعض قال أن هناك متدينون من الجنسين ولا يفوتهم فرض من فروض الله أو سنة من سنن رسله إلا ويفعلونها تماما ورغم ذلك يطلقون.
ليست هناك أنثى تود أن تتزوج لتطلق وليس هناك رجل يريد أن يتزوج ثم يطلق .. إذن هناك شيء ما غامض هو السبب الرئيسي المؤدي إلي ذلك.
احتارت النساء والرجال علي عهدهم صامدون.
فهل هناك من يدلنا عن هذا السبب الغامض ؟ ولما لا.. فقد يجعل الله من عبد له هدي السبيل ؟.