بقلم : الكاتب
فهد بن عبدالله الصويغ
أتذكر منذ أعوام كان أردوغان يلهث خلف ميركل لدعمه لينضم راجيآ للاتحاد الأوروبي .
ومنذ ذاك الوقت وإلى الأن لم يستطع الدخول إلى الإتحاد . فحول دفته الى العالم العربي والشرق الاوسط رغبة منه للزعامة والسيطرة فإستطدم بأكبر دولتين بالمنطقة المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية .
وجميعنا يعلم ماهو الطريق الذي سلكه لهذه الخطه فقد دعم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في مصر ليتسيدها من إسطنبول ويعيد زمن أجداده وزمن العربدة والاستعباد والخيانات ، بحجة أنه قائد إسلامي ومجدد للدين .. ولا يعلم السفهاء الذين أتبعوه انه يرغب في تحقيق حلم خاص به ومجد يريده لنفسه بإسم الدين بنفاق ( سياسي واضح)
لكل بصير وصاحب بصيرة فلفظهم الشعب المصري العريق وأغلق بوجهه الباب
وقد خسر مصر من غبائه وجهله وعتهه .
وهاهو الآن يحاول الدخول بمزاحمة يائسة مع السعودية?? على زعامة وحب العالم الأسلامي لها
وبدأ يتخذ خطوات يعتقد أنها ستقوي مركزه بالعالم
ومن جهله ومن غبائه وكذبه .
أراه سيخسر أخر اوراقه بالشرق الأوسط و ما يملك من شعبية إكتسبها بالكلمات لا بالأفعال الحقيقية للدين وللأمة الإسلامية .
فمغامرته هذه المرة مختلفة فقراءته للتاريخ العثماني أصابته بالجنون مما جعله يريد نصرآ ولو كان على الورق فقط .
هو كأجداده الذين يفخر بهم ، وكذلك نحن نفخر بهم كقادة مسلمين حقيقين ، ولكن الفرق بيننا وبينه أننا نفخر (بأصحاب الفتوحات الإسلامية العظماء )
لا (بأصحاب العهر والفساد والقتلة والاستعباد وأهل الحانات والمواخر ) والذين فرضوا الإتاوات على الفقراء والضعفاء ونهبوا أراضي الشرق الأوسط وكنسوا ثرواتها من كل قطعة ذهب ومن سرقوا معظم آثارها الإسلامية وحولت على يد ولاتهم إلى إسطنبول ، وهي شاهدة عليهم بمتاحفهم إلى اليوم هناك .. هذا هو الفرق بيننا وبين (أوردو .. غان) المدعي الباحث عن المجد أو عن آي مجد يخلد اسمه في التاريخ .
وإن رغبتم تشاهدوا قمة نفاقه وكذبه شاهدوا الصورة التي خلف مكتبه لتعرفوا وتعلموا انه أفعى متلونه فهو من يقول انه زعيم إسلامي ويضع خلف رأسه وفوق مكتبه صورة الزعيم التركي الذي ألغى الخلافة الإسلامية في تركيه عام 1922 م بعد انسحاب قوات الحلفاء من تركيا بعد الحرب العالمية ،إنها صورة ( مصطفى كمال أتاتورك ) الذي يعتبر العدوا الأول للإسلام في تركيا ومؤسس العلمانية منذ عام 1923 بعد معاهدة لوزان السويسرية و الذي أعلن في 29 أكتوبر الجمهورية التركية وقام بإلغاء دولة الخلافة الإسلامية وأعلن أن أنقرة هي العاصمة للدولة بدل من إسطنبول والذي غير من خلالها وجه تركيا الإسلامي بعد إلغائه وزارة الشريعة والأوقاف ، وألغى المدارس الدينية ، وحلالمحاكم الإسلامية ، وطرد جميع ( الأسرة العثمانية ) من الدولة إلى الخارج بعد إزاحة السلطان عبدالحميد آخر سلاطنة الدولة العثمانية الذي يتباهى بتاريخه الرئيس الحالي ( أردوغان )وحل منصب ( شيخ الإسلام ) وجميع الأجهزة المرتبطة به ، سواء كانت شرعية أو قضائية وحل جميع المدارس الدينية ، وتبنى التعليمالعلماني بالمدارس والجامعات عام 1924 م ، وحظر ( الحجاب ) والغى اللباس الديني ، وفرض لبس القبعة واللباس الأوربي ، وأغلق الزوايا الدينية ،ومنع إنشاء الجمعيات الدينية ، ووصف مؤسسيها بالخيانة العظمى عام 1925 م ، وفي عام 1926 م ألغى رسميآ التعامل بالتقويم الهجري ، وتبنى القانون المدني السويسري الذي يبيح المساواة بين الجنسين في الميراث و الزواج المدني ، وقد قام بإلغاء تعدد الزوجات ، وفي نهاية ذلك العام قام ( أتاتورك ) بفرض السفور والتبرج على النساء وحظر عليهن لبس الحجاب أو التستر ومن يخالف ذلك قدم أزواجهن وأقاربهن للمحاكمة ، وقد قام عام 1928 م بإلغاء الدستور الإسلامي ومنع استخدام اللغة العربيةوأبدلها باللغة اللاتينية وأرقامها ، ومنذ عام 1932م بدأ قراءة القرأن الكريم في عموم تركيا باللغة التركية وبالأخص في إسطنبول ، وجعل الأذان باللغة التركية ، ومنع الحج ، وفي عام 1947 م طبق القانون الإيطالي والقانون الألماني التجاري محل القوانين الإسلامية ، وفي الذكرى العاشرة لتأسيس الجمهورية التركية أظهر عدائه الشديد للإسلام وجمع المصاحف والكتب الدينية ووضعها على ظهور الإبل ليقودها رجل يرتدي الزي العربي متجهآ بها إلى الجزيرة العربية وعلق على رقابها لوحة كتب عليها ( جاءت من الصحراء ولتعد إلى الصحراء وجاءت من العرب فلتذهب إلى العرب .. دون أن يبالي بمشاعر الأتراك القومية الاسلامية وكأن الإسلام للعرب فقط .
هذا هو ( مصطفى كمال أتاتورك ) لمن لا يعلم عنه شيئ عدو الاسلام الأول والذي وضعت صورته خلف رأس أردوغان ، فهل يجرؤ على ازالة صورته من فوق رأسه وأن يلغي صوره من جميع شوارع تركيا وميادينها .. بالطبع يستطيع ولكنه من شدة نفاقه وكذبه يخشى على نفسه من السقوط في الهاوية من فوق كرسي الحكم الذي ملأ وجدانه وأستعبد تحركاته .
نحن لا نهاجمه إلا لأنه أدعى كذب أنه المسلم الأوحد بهذا الزمان ، فمن كان بيته من زجاج فلا يلقي الآخرين بالحجر ، فكم تمنيت أنه يصمت وأن لا يتدخل في شؤون الآخرين .
فقد رأينا وعلمنا منه شخصيآ انه مجرد صوت لا يؤثر بأحد إلا بمن أعمتهم كلماته وساروا خلفه كالقطيع دون أن يدركوا ضعفه وجهله ، فجميع كلماته ماهي إلا عنصرية عرقية بغيضة ، فهوا كأسلافه المتغطرسين في الحقبة الأخيرة للدولة العثمانية كاره للعرب مثلهم .
هاهو يتحالف مع كل من له خلاف مع العرب ليحقق مبتغاه فهو اليوم بذكائه وسياسته الفذه حليف للمجوس بطهران وحامي حمى قطر وعميل مزدوج مع بني صهيون في إسرائيل فأي كرامة للإسلام بعد كل تلك المزايدات الكاذب ، لليوم لم نرى منه أي ردت فعل على إسرائيل حليفته في السر والذي يتشدق ويزايد دومآ بإسم فلسطين غير إستنكار أرعب الغرب ، يضحكني هذا الكائن حين يتحدث وحين يتحدى الكبار .
ماهو الا صوت يذكرني بصوت إعلامنا العربي الرديئ الذي جعل من قنواته سبوبة للرزق وزرع الفتن والتحريض القذر على الساسة والشعوب .
أبيات شعرية من وحي المقال :
تأبى النذالة أن تفارق أبدآ أهلها
فقد إتخذت من قلب الجبناء دار
ترتمي بأحضان المنافقين دوما
و تجعلهم دومآ للنفاق شعار
يسير خلفها كل بغي لها عاشق
وهي التي من تنير لهم كل مسار
28-12-2027