شعر وحكاياتعام
قيود فى سطور
بقلم دكتورة زينب زكى
كادت تقتلنى خوفا عليها من شدة ما شعرت به من آلامها وأحزانها التى لم تنتهى هذه المرة .. أخذتها بين يداى أربت على كتفها لأطمئنها بأن الدنيا ما زالت بخير متسائلة .. لم الفزع والألم يا صغيرتى ؟
أجابتنى بأنها ما زالت مقيدة النفس .. مكتوفة الايدى .. مكبلة القدمين .. ولم تستطيع أن تتخلص من قيودها رغم أنها نضجت فكريا وجسديا ..
تعجبت من استخدامها لأداة النفى بأنها لم تستطيع التخلص من قيودها والله مفرج كل الهموم مهما عظمت .. فسألتها عما يحدث لها ولم كل هذا الألم والشعور باليأس ؟
أجابتنى قائلة .. أشعر وكأننى مربوطة من عنقى بحبل من ليف وأتحرك داخل دائرة مقفولة .. أمد يداى وأتحرك محاولة الخلاص من تلك القيود ولكن كلما تحركت كلما آلمنى الحبل فى عنقى وكلما مددت يداى محاولة أن أنال شيئا من الدنيا مثل كل البشر يضغط على عنقى حتى بدا ينزف من كل مكان ..
أشعر وكاننى محبوسة داخل علبة مقفولة وأختنق وكلما حاولت ان أزيح الغطاء بكلتا يداى لم أستطع لأننى مكتوفة الأيدى
أشعر وكأننى فى غرفة مقفولة الأبواب والنوافذ مظلمة ولم استطع أن أخرج منها أو حتى أفتح نوافذها لأتنفس ولم أستطع لأننى مكبلة القدمين
حاولت أن ألملم ما بقى من نبضات قلبها محاولة أن أعيد لها الأمل من جديد .. كى يستمر قلبها ينبض ولا يتوقف عن الحركة .. فإبتسمت إبتسامة الوداع داعية المولى عز وجل أن يرحمها مما تعانيه .. وأن تستطيع النجاة بأحد الخيارين .. إما أن يمكنها سبحانه وتعالى من تمزيق قيودها والخلاص منها لتعيش حياة كاملة مثل كل البشر .. وإما أن يرحمها سبحانه وتعالى لتلفظ أنفاسها الأخيرة لتستريح مما تعانيه
فما أصعب على الانسان من أن يعيش مكبلا بين الحياة والموت
تحياتى للجميع
ماما زوزو