عاممقالات

الأديب والصحفي إحسان عبد القدوس.



كتب/خطاب معوض خطاب
مؤلف(في بيتنا رجل) يخبئ البطل في بيته.

يعد إحسان عبد القدوس واحدا من أهم وأشهر الكتاب و الروائيين و الصحفيين المصريين في القرن العشرين، ولد إحسان عبد القدوس في مثل هذا اليوم منذ 99 سنة، وتحديدا في 1 يناير سنة 1919م، و كانت وفاته في 12 يناير سنة 1992م، و يتميز إحسان عبد القدوس بأنه كان يستلهم ويستوحي رواياته من حياته الخاصة، فمثلا رواية(أنا حرة) والتي تحولت إلى فيلم سينمائي، فهي وإن كانت بطلتها فتاة إلا أنها مستوحاة من فترة من عمر إحسان عبد القدوس نفسه، كذلك رواية(في بيتنا رجل) و التي تحولت أيضا إلى فيلم سينمائي شهير.

فيلم (في بيتنا رجل) يعد واحدا من أشهر وأفضل وأهم أفلام السينما المصرية على مدار تاريخها الطويل، هذا الفيلم الذي تم اختياره ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وتم إنتاجه سنة 1961م، وقام ببطولته عمر الشريف وزبيدة ثروت ورشدى أباظة وحسين رياض وحسن يوسف وأنتجه وأخرجه هنرى بركات وكتب له السيناريو والحوار يوسف عيسى عن قصة حقيقية كتبها إحسان عبدالقدوس، وقصة الفيلم حدثت بالفعل، حيث قام الفنان (عمر الشريف) بأداء دور البطل إبراهيم حمدي الذي اختبأ في بيت زميل دراسته محيي زاهر (حسن يوسف) أما الحقيقة فهي أن الثائر (حسين توفيق) قد اختبأ في بيت الكاتب (إحسان عبدالقدوس) نفسه.

كان حسين توفيق ابن عائلة أرستقراطية فوالدته تركية الأصل ووالده هو توفيق باشا أحمد الذي كان وكيلا لوزارة المواصلات، وتعلم حسين توفيق بمدرسة الفرير بالخرنفش، ثم مدرسة فؤاد الأول الثانوية، وكانت له ميول وطنية، حيث كون جماعة تحارب وتكافح ضد الوجود الإنجليزي في مصر، فقد اشترك حسين توفيق في إحراق ما يقرب من 30 سيارة للإنجليز، وتعرف حسين توفيق على أنور السادات الذي كان قد تم فصله من الجيش لميوله الوطنية ومكافحته للوجود البريطاني في مصر آنذاك، واتفق السادات مع حسين توفيق على قتل المصريين المتعاونين مع الإحتلال الإنجليزي وبالفعل قام حسين توفيق بقتل أمين باشا عثمان وزير المالية وقتها وهو صاحب العبارة الشهيرة التي شبهت علاقة الإحتلال الإنجليزي مع مصر بالزواج الكاثوليكي.

وتم القبض على حسين توفيق واستجوابه وتعذيبه لإجباره على الإعتراف، لكنه لم يعترف إلا حينما ادعى وكيل النيابة أن حسين توفيق قد قتل أمين باشا عثمان بسبب وجود علاقة بين أمين باشا ووالدة حسين توفيق، فاعترف حسين توفيق بتفاصيل الإغتيال السياسى الأشهر في تاريخ مصر، و تم تقديمه للمحاكمة وجماعته ومعهم أنور السادات، وأثناء المحاكمة تمكن حسين توفيق من الهرب حيث ادعى المرض وطلب الذهاب للطبيب، وبعد هروبه ذهب إلى بيته وهرب من هناك مرتديا بذلة ضابط، واختبأ بعدها حسين توفيق لمدة 3 أيام في بيت الأديب والكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، ثم ذهب لمكان آخر بعد ذلك ،وقد دون إحسان عبدالقدوس حكاية حسين توفيق معه في رواية (في بيتنا رجل) والتي تحولت فيما بعد لفيلم شهير.

الفيلم غير بعض الأحداث عن الواقع، حيث أصبحت نهاية الفيلم استشهاد البطل، لكن الحقيقة أن البطل ظل هاربا وخرج من مصر وذهب إلى سوريا، أما القضية فقد انتهت بالحكم على حسين توفيق بالسجن لمدة 10 سنوات غيابيا، أما أنور السادات فقد تمت تبرئته من تهمة التحريض على القتل التي كانت قد وجهت إليه، وقد دون السادات قصته مع حسين توفيق في كتابه الشهير البحث عن الذات.

المصادر:
جريدة الوطن الكويتية 13 أكتوبر 2014م.
جريدة الخليج السعودية 12 أبريل 2016م.
جريدة النهار الكويتية 29 أغسطس 2011م.
جريدة الراية القطرية 22 يناير 2007م.
كتاب البحث عن الذات(محمد أنور السادات).
جريدة المصري اليوم 27 أبريل 2013م.
جريدة الوفد 5 يناير 2011م.

تحياتي: خطاب معوض خطاب.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock