شعر وحكاياتعام
في موكب الشعر … :
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان / أبو بلال
الشعرُ دوحةُ إحساسٍ، وتغريدُ
والطّيرُ يعزفُ لحنا شاقَهُ العيدُ
هي القوافي التي تعلو بقائلها
وتنظمُ العقد يحكيهِ لنا الجيدُ
الشّعر في أُمّةٍ زانتْ مجالسَها
قصائدُ الحبّ ، والإيثارُ والجودُ
ويشعلُ الحربَ بيتٌ من قصائدنا
وتبعثُ العُرسَ في الليلِ الزّغاريدُ
الشّعرُ آيةُ فخرٍ في تراثكمُ
فلا يجوزنَّ ساحَ الفخرِ عِربيدُ
تمشي الرّواةُ بهِ في كلّ ناحيةٍ
وليس تعوزه فينا الأسانيدُ
هيَ الفضائلُ غنّى الشّعرُ روعتها
في الدّينِ للشاعر الصّدّيقِ تمجيد
في موكبِ الشّعر لا تهتف لقافيةٍ
بلهاءَ يعبثُ فيها بعدُ مولودُ
فكيف يجرؤُ من دانتهُ قافيةٌ
أن يحسبَ القولَ شعراً وهوَ مردودُ
للشّعرِ هيبتهُ فاعلمْ بحضرتهِ
أنّ الصّغارَ لنظم الشّعرِ تهديدُ
قد قيلَ في جيّدِ الأشعارِ، ذا أدبٌ
يبني النّفوسَ وأصحابُ النّهى الصّيدُ
وللعروبةِ أمجادٌ تتيهُ بها
واليومَ لم يبقَ للأعراب تمجيدُ
شعرُ السلاطينِ يفنى لا مقامَ لهُ
فالمادحُ الزورِ والممدوحُ مكدودُ
ما كلُّ من شطّرَ الأقوالَ شاعرها
جذلان يخطُرُ فينا وهوَ محسودُ
هذي بحورُ القوافي رِدْ شواطئها
واغرفْ من البحرِ واصرخ: من هنا زيدوا
يهذون بالقولِ حتى ظنّ بعضُهمُ
أنّ الإمارةَ نادت: ويحكم عودوا
الشّعرُ مجدٌ وما في المجدِ من عبثٍ
كم شاعرٍٍ قبلُ أحيت ذكرَهُ البيدُ
وكم حروبٍ رواها الشّعرُ قد خلدت
فكيف بالشّعرِ يغشاهُ الرّعاديدُ
الشّعرُ علمٌ وإقدامٌ ومأثرةٌ
من كان يجهلهُ لا شكّ منكودُ
فلا يعيثُ بساح الشّعرِ من بلغتْ
بهِ الغضاضةُ حتى يصلبَ العودُ
فحكمةُ الشّعرِ لا تُؤتى لمن سلكوا
دربَ الرّياءِ ودربُ الحقّ مسدودُ
تَشيخُ فينا جسومٌ لا بقاءَ لها
أمّا القوافي فتخشاها التجاعيدُ