تولد المرأة في أغلب الأحيان مع صدمة كونها بنت وان الاب كان يأمل في ولادة صبي يحمل اسمه، ثم تكبر قليلاً لتواجه تفرقة دائمة بينها وبين أي ذكر تقابله لا سيما أخيها وان كان أصغر أو زميل دراستها حتي تصل لزميل العمل، فهو يأخذ راتب أعلى لمجرد كونه رجل حتي وإن كانت الأكثر كفاءة، وتكبر المراة وتبحث عن فارس أحلامها، الأمير المتوج، الفارس ذو الحصان المجنح، من سيحقق لها الأحلام ويعوضها بالحب والإحتواء عن كل ما فات، وما أن يقفل عليها باب المملكة حتي تصير الأميرة جارية، مسلوبة الإرادة مغلوبة علي أمرها وبأمر القانون والعرف، قد يبدو الكلام مبالغاً فيه ولكنه يجسد حال غالبية النساء للأسف ولم أقل جميعهن، ومن هنا يبدأ الجزء الأبدي من معاناتها ويبدأ فارس الأحلام في الذوبان مع ظروف الحياة، وزيادة الضغوط، ويظهر بدلاً منه رجل غريب عنها بكل المقاييس، ليس هذا من كانت تحبه قبل الزواج، ليس هذا من كان يحاصرها بالإهتمام والرعايه، تحول لكائن كل ما يعنيه هو نفسه.
قد يعاني هو الآخر من أعباء الحياة ولقمة العيش، وهي الأخرى تعاني من شؤون المنزل ورعاية الأولاد وربما في عملها أيضاً، فتقضي يومها مابين العمل والبيت وتربية الأطفال ولا تهدأ لحظة حتي تضع رأسها ليلاً لتنام هذا ان تمكنت من النوم، ولا ننسى انها يجب عليها أن تتجمل وتعتني بنفسها وجمالها وقوامها ليكتفي بها عن بقية النساء، ولعله يكتفي .. فآدم تعشق عينيه كل جميل، ومهما كانت الزوجة جميلة فهناك الأجمل وربما الأرق وربما الأكثر أناقة المهم في النهايه إنه لا يرتوي مهما شرب، إلا من رحم ربي، وهم قلة نادره.
ترى ماذا يدور برأس آدم، وهو يكسر كل يوم حاجز تلو الآخر، فيهدم الصرح العظيم الذي بنته له حواء، كيف يفكر وما شعوره، الا يتفكر .. الا يتعقل .. الا يحكم عقله واحساسه فان تناست حواء يوماً إنها حواء يذكرها، ولو بكلمة طيبة، بمجاملة رقيقة بسيطة قد تعني لها الكثير، لماذا لا يفكر أن يغير تلك الفكرة التي أصبحت راسخة في ذهن النساء، فلم يعد هناك رجل تستطيع أن تثق فيه، لم يعد هناك رجل ينظر للمرأة فيرى عقلها قبل جسدها، ونادراً ما قد نجد رجلاً لا تقوده غرائزه، لماذا لا يفكر ولو مره بعقل حواء فيحتويها ويفعل ما يرضيها كبشر علي الأقل لا كأنثى، يذكرها إنها إمرأة، حتي لا تنسى إنه رجل .