تم الإعلان الرسمي من طرف الرئيس بوتفليقة على تخصيص يوم 12 يناير عيدا رسميا للاحتفال برأس السنة الأمازيغية وعطلة مدفوعة الأجر.خيث يحتفل اليوم أمازيغ الجزائر بهذه المناسبة وذلك بإحياء طقوس جذورها ضاربة في التاريخ القديم.
ويناير هو كلمة مركبة من “ينا” وتعني واحد و”ير” وتعني الشهر الأول، وبالأمازيغية “يناير” هي “إخف أوسقاس”، والمقصود بها كذلك أول شهر في الروزنامة الفلاحية للأجداد. ومنه انطلاق التقويم الأمازيغي ز
والذي يصادف هذه السنة 12 يناير 2967.
وتختلف تسميات الاحتفالات برأس السنة الامازيغية بين “ينَاير” و”املالن”، أو “اقورارن”، بحسب اختلاف اللهجات الأمازيغية في الجزائر، كما تختلف طقوس الاحتفال من منطقة إلى أخرى على امتداد البلاد من حيث تحضيرات الأكلات الشعبية أو الحلويات أو اللباس التقليدي المختلف لسكان الأمازيغ وتعددت الروايات حول أصل هذا التأريخ حيث يرتبط تاريخ رأس السنة الأمازيغية، في المخيال الشعبي بأساطير العجوز التي تحدت يناير في حين تقول أسطورة أخرى، أن الأمازيغ يحتفلون بيناير ليبارك موسمهم الفلاحي لارتباطهم بأرضهم، فيما جاء في أسطورة ثالثة وهي الأقرب إلى الحقيقة، حسب عدد من المؤرخين في بلدان المغرب، وهي انتصار الزعيم الأمازيغي شيشناق على رمسيس الثاني، فرعون مصر.
واستطاع شيشناق أن يتولى حكم مصر ويحمل لقب الفرعون، وأسس بذلك لحكم أسرته “الأسرة الثانية والعشرين” في عام 950 ق-م- التي حكمت قرابة قرنين من الزمان.
و استطاع أن يؤسس الأسرة الفرعونية الثانية والعشرين في مصر. وشيشناق هذا وصل إلى أورشليم (القدس حاليا) وانتصر هناك على العبرانيين اليهود.
أن مناسبة يناير تحمل دلالات روحية واجتماعية واقتصادية وتاريخية، موضحا، “روحياً، كان الناس قبل ظهور الإسلام في عيد يناير يعملون من أجل ترضية الآلهة والأرواح المخفية، وعندما جاء الإسلام ألغى هذا الجانب، لكن بعض رواسبه مازالت في المجتمع حتى اليوم”.
أما اجتماعيا فهو عيد يجمع أفراد الأسرة حول عشاء تقليدي، واقتصادياً كان الأجداد يأتون بأغصان الأشجار الخضراء تيمناً بمحصول زراعي جيد.
ومن مظاهر الاحتفال في الجزائر .
ويتمثل الاحتفال في تقاليد مميزة، منها تحضير أطباق ومأكولات خاصة، أبرزها “الكسكسي” و“الشخشوخة” وأطباق الحللويات تتمثل في حلويات تقليدية مثل مقروض وطمينة وبلقلاوة والرفيس والمكسرات والتمر وبعض الفواكه المجففة .
وتعدّ ربّات البيوت ما يعرف محليا بـ“الشرشم” وهو قمح مطبوخ يؤكل في هذه المناسبة حتى تأتي السنة بمحصول قمح جيد، إضافة إلى تنظيم حفلات تعكس تراث المناطق الجزائرية التي ينتشر فيها الأمازيغ، مع تبادل التهنئة بعبارة “أسقاس أمقاز”، وتعني باللغة الأمازيغية “كل عام وأنتم بخير”.
وضمن اهتمام الحكومة الجزائرية برأس السنة الأمازيغية، وجهت وزيرة التعليم الوطني ، نورية بن غبريط، كل مديريات التربية إلى الاحتفال بـ”يناير” عبر تنظيم فعاليات في جميع المؤسسات التعليمية بمراحلها الثلاث (الابتدائي والمتوسط والثانوي).
الوزيرة الجزائرية طلبت بتقديم دروس حول المناسبة، تتناول القيم الاجتماعية والاقتصادية لهذه الذكرى، وتهدف إلى إبراز الموروث التاريخي والحضاري الأمازيغي، الذي يشكل مجال اهتمام المدرسة الجزائرية.