حياة الفنانينعام
د. علاء رجب..تجربتي مع مرضى السرطان تجربة ممتعة و التكنولوجيا ” سبب أساسي فيما نعيشه الأن
تجربتي مع مرضي السرطان..تجربة مفيدة جداً…
الإستشاري النفسي له أهميته في كل الفترات…
نحتاج إلي ما يسمي ” رخصة القيادة ” في منظومة الزواج..
” التكنولوجيا ” سبب أساسي فيما نعيشه الأن…
مشاعر الطفولة دائما بتكون صادقة و حقيقية…
حوار بنازير مجدي
وسط زحام التكنولوجيا الذي نعيشه، و أزمات الشباب المتزايدة يوما بعد يوم، و الضغوطات اليومية و الإيقاع السريع للحياة و اضطراب المشاعر والأحاسيس الذي نحيا فيه، حاولنا مناقشة كل هذه المشاكل والأزمات التي يعانيها الشباب مع ضيفنا الكريم.. الدكتور علاء رجب، استشارى الصحة النفسية….في محاولة للإجابة علي بعض مما يخص مشاكل الشباب..
حدثنا عن تجربتك مع مرضى السرطان ؟ وكيف تم التعامل معها ؟
تجربتي مع مرضي السرطان، هما فعلا من أهم و أنقي القلوب والعقول، لأنهم بيتميزوا بطاقة نفسية جبارة للتعامل مع المرض، و رغم أنه مرض مزمن و يمكن وصفه بأنه” شبح ” يرهب كل من يسمع اسمه دون أن يكون مصابا به، إلا أن مرضي السرطان لهم قدرة كبيرة علي مواجهته بقوة حقيقية، ومنهم من ينظر إليه بنوع من الرضا علي الابتلاء واختبار الايمان والصبر، رغم أنه بيعتبر أصعب اختبار فهو مرض مرعب ومخيف.
كما أن مرضي السرطان يحتاجون إلي نوع من التعامل الخاص و الإيجابي، ونوع من الدعم النفسي والزوجي و الأسري، وليس الشفقة، فالدعم النفسي لا تقل أهميته عن الدور العلاجي، فإياك أن تصل إليهم مظاهر أو نظرات الشفقة، أو يصل الدعم إلي الإهتمام المبالغ فيه، وهنا تكمن الوظيفة الأساسية للزوج..فعليه أن يجعلها حبيبته وأخته و أن يعطي لها جرعات حب حقيقية وليس ابتذال في الكلمات، وكمان أننا نحاول نفتح آفاق التعامل معهم في استشراف المستقبل…لأنهم جواهم طاقة رهيبة كامنة بداخلهم ” المارد ” اللي جوا كل إنسان، وفعلا من خلال تعاملي مع مرضي السرطان اكتشفت ٣ حاجات أساسية متوفرة عند الأقوياء منهم
أولا: طريقة تفكيرهم بتعكس إيمانهم القوي،
ثانياً: تفكيرهم في أن هذا المرض هو جزء عابر و سيء، ولكنه سوف ينتهي للجزء الحسن من الأسي و الحلم سوف تنقلب و تصبح جميلة،
ثالثاً: ” الإبتسامة الرائعة ” التي تكسر حاجز الصمت و الألم وتعتبر أقوي رسالة لمرض السرطان، وهما ٣ رسائل معبرة جدا عن روح مرضى السرطان القوية.
هل زادت الضغوطات علي الاستشاريين النفسيين في الفترة الأخيرة ” أصبحت هناك حاجة ملحة لهم ” ؟ و ما دور الاستشاري ؟
الإستشاري النفسي له أهميته في كل عصر أو فترة، فإذا بحثنا سوف نجد أن الالام في القلب معظمها نفسي، ولكن ربما أن الأن قد أصبح دوره أكبر وتغير مفهوم الإستشاري النفسي عما كان يتم تقديمه في الدراما المصرية وكذلك تم التخلص من الانطباعات السائدة عنه، وأصبحت جلسات الراحة النفسية و العلاج النفسي وسيلة جيدة لمعرفة الفرد لاحتياجاته و رغباته، فبالتالي أصبح الطبيب النفسي ” يعزف علي أوتار الشخصية لمريضه بحيث يجعله قادر علي تمييز احتياجاته”.
ماذا عن مفهوم الزواج وما يترتب عليه من مشاكل ملموسة وواضحة في المجتمع ؟ وكيف يمكن التعامل معه باعتباره يمثل أحد أهم المنظومات المؤهلة للخروج للمجتمع ؟
نحن نفتقر للمعني الحقيقي والصحيح للزواج، ونحتاج لترخيص وتدريب للرجل والمرأة لكي نستطيع التعامل مع ” الزواج “، لذلك يجب يكون هناك ما يسمي ب ” رخصة القيادة ” لأن يقود الأسرة بشكل صحيح، فإذا صلح الأب و الأم صلحت الأسرة وإذا صلحت الاسرة صلح المجتمع. و بسبب التكنولوجيا الحديثة و الماديات أصبحت الإختيارات عشوائية، و لأن مافيش تأهيل نفسي وجنسي و ثقافي و إجتماعي، و ما فيش اختيار قيمي و أخلاقي، وتدخل الأهل الذي يعكس كثيرا فشل منظومة الزواج، لان في أحيان كثيرة بيتم التركيز علي الجانب المادي فقط.
لذلك يجب تأهيل الشباب قبل الزواج، وتعليم الشاب معايير الإختيار عشان نتلاشي نسب الطلاق العالية وفشل الزواج، وكذلك تأهيلهم نفسيا وثقافيا للتعامل مع الأبناء فيما بعد، وعمل دورات تدريبية للتوعية بمفهوم الأسرة.
ما أسباب ما نعيشه الآن من تعاسة واكتئاب أصاب الجيل الجديد بشكل واضح و حالة البؤس التي يمر بها ؟
حالة البؤس التي يمر بها الشباب سببها الأول التكنولوجيا وتأثيرتها علي حياتنا، حيث فقدنا المعني الحقيقي للترابط الأسري وسط هذا الزحام التكنولوجي، و أمراض النوم التي يعانيها الشباب، حيث أصبحنا ننام ونستيقظ علي شاشات بنكلم يتضمن خلال شاشات، الحب الإلكتروني والمشاعر السلبية و إنهيار قيم الحب و الصداقة، و الإعلام وما يتم تصديره من خلال البرامج يجعلنا نشعر بحالة من البؤس و الاكتئاب، كل هذا يزيد بداخلنا احاسيس التعاسة والحقد و النقم والبؤس.
وهل ما عاشه هذا الجيل من ثورات له تأثير علي هذه الحالة ؟
ممكن بس الحقيقة أننا لم نمر بعدد كبير من الثورات، لكن مصر وطن جميل لا نزال إلي الأن نقوم بعقد الندوات و مشروعات ناجحة، وبنمر بمراحل جيدة و لسه بنحس بأمان.
كيف يمكننا القضاء علي مصادر الطاقة السلبية التي تؤثر علي حياتنا بشكل أو بأخر وحالة البؤس التي يعاني منها الشباب الأن ؟
أولا الإنسان لازم يبقي واثق من نفسه وواثق في حياته، وعدم الرفع من سقف احلامك بما لا يتناسب مع قدراتك،لكي لا يحدث لك اختلال في نظرتك لنفسك و احترامك لذاتك واخلاقياتك، وخليك دايما واثق أن من نظرتك لنفسك الناس هتشوفك، ولأن كل إنسان جواه شخصيتين بشبه ده دائما بالقمر، فالقمر جسم معتم ونظام ولكنه مضيء، والإنسان كده بيفضل جسم معتم إلي أن يظهر شخص ما لينير الجزء المظلم بداخله و يدفعه إلي توصيل رسالته.
” لكي تبحث عن الحب والجمال والحقيقة يجب أن يظل بداخلك مشاعر وإحساس الطفولة في مراحل عمرك مهما كبرت ” ماذا كنت تقصد من وراء هذه العبارة ؟
مشاعر الطفولة دائما صادقة نقية من القلب، وطول ما الإنسان جواهر برأة طفل أكيد علاقاتنا هتبقي أفضل، وكل انسان جواه طفل الرجل بداخله طفل، وكذلك المرأة بداخلها طفلة تريد أن تلعب و تمرح، و بذلك سنحافظ علي مشاعرنا الجميلة النقية.
كيف نستطيع أن نصل إلي السعادة ؟
لما يكون عندنا رضا بالله، وعندنا هدف و نجاحات متكررة، وحب للناس، ونقدر نجبر خواطر الناس ونحس بألامهم ومشاكلهم، و نوزع السعادة و الإبتسامة تغمر من حولنا سنشعر بالسعادة، فمن يمنح العطاء للجميع سيجعل نفسه سعيدا.
كيف يمكن تطوير مشاعرنا ومشاعر ابنائنا لتأهيلهم نفسيا ؟
احنا بنتولد ومعانا مشاعر واحاسيس، بتتطور كل ما يكبر الإنسان، وكلنا بنمر بلحظات إنهيار وضعف، بعد فترة من القوة، وفي الفترة دي بتدعم كل اللي حواليك رغم انك مش لاقي حد يدعمك أو يواسيك، وعشان كده لازم نقدر ندير مشاعرنا المذبذبة، ومقنع نفسنا ان اكيد هيبقي في فترة قوة بعد الضعف، و أن حال الدنيا هو عدم الثبات على الأشياء.