كتبت/هبه سلطان
الليلة الكبيرة والعالم كثيرة. كثيرة اوي،
كلما زادت الناس زادت القصص والحكايات.
وكأن العالم مولد وصاحبه غايب.
تشابهت الحكايات لان النفس البشرية واحده في كل زمان ومكان،فنصبح مصنع لإعاده انتاج الأخطاء.
فاذا تصفحت الجرائد لوجدت حكايتك منشورة في جريدة قديمة صدرت قبل ان تولد ولوجدتها في كل جريدة وكل يوم،و تقرأها في وجوه الناس.
فالحوادث التي تكتبها الجرائد ما هي الا تكرار لاخطائنا التي لا تنتهي ولن تنتهي عبر العصور والأزمنة.
بين مقهي وقطار، مستشفي ومسرح،.دكان عطارة،دكان بيع كتب قديمة،
صراع اجيال بين قديم وجديد،
بين جراح ومهندس محامي وقاضي،.فنان،جرسون، حارس عماره،.موظف حكومه او قطاع عام اوخاص،
بين مجد وشهرة،حب وكره، غيره وشك،حزن وفرح،
بين منتهي النجاح يأتي الضعف.
تتوالي الاحداث في عنبر ٧ لد مصطفي محمود وهي مجموعة قصص قصيرة تختلف في عنوانيها ولكن مضمونها واحد إلا وهو اننا نكرر انفسنا فتتشابه الأحداث ولكنها لا تتشابه حد التطابق.
تبدأ المجموعة القصصية بقصة وقت رخيص لاناس في مقهي يتزاحمون، يتاجرون،.يصرخون ،يبتعون ويشترون.
زحام لا أحد يري او يسمع أحد،الكل مشغول ليقضي وقته،لكنه في النهايه وقت رخيص.
لتنتهي المجموعة القصصية بقصة كوكو الفنان النحات الذي ينحت الكثير من التماثيل ويتزاحم الناس ليشاهدوا اعماله لكن في النهاية يظل الفنان وحيدا بين تماثيله وكأن ما كان فيه لم يكن.
بدأ الكاتب بالزحام وانتهي الوحده.
والكل يقول انا انا، انا لانه يريد التميز الانفراد الإختلاف،
لكنه في النهاية صورة مكررة من الاخر وهو لا يعلم ان كلمة انا تعني عشرات بل الآلاف من الناس يسكنون ثوبا واحدا.
الحياه ما هي إلا عرض لمسرح الليلة الكبيرة يا عم والعالم كثيرة.