كتب :احمد عباس (ابن النيل )
بين والواقع والخيال جدار فاصل رقيق ولا يحس به ولايراه إلا صاحبه ونفسه فلا يعرفه ألاخرون لأنه جدار شفاف غير مرئى ولا محسوس لا تراه العين المجرده ولكن تراه النفوس .
فنجد ان الواقع هو كيان ملموس محسوس يكاد تلمسه وتراه ويراه معك الاخرون المحيطون بك ولكن لا يسير فيه غيرك ولا يعيش فيه غيرك …والجميع من حولك يعيشون بجوارك فى واقعهم ولكن لا يتدخلون في تغيره فهم سائرون كذلك فى واقعهم الذي لا مهرب منه ولا فرارآ.
فنجد أن واقع الانسان يشمل شكله وطريقه تصرفاته، وسلوكه الاجتماعى والمكان الذي يعيش فيه والعائله والاولاد والرزق والعمل وكل شئ ملموس يحيط به.
الخيال هو كمال الشئ من وجهه نظر متخيله فى الامور التى يتمنى أن تحدث له أو تأتى له في حياته وفقا لتخيله .
ولكن دائما ما يصطدم الخيال أو الامانى والاحلام بعقبات الواقع المرير الذي يعيشه ألانسان فالخيال أمنيه أو حلم يحلم بتحقيقه ويتمنى حدوثه وقد يحدث أو لا يحدث وفقا للسير الطبيعى للامور المقدره للانسان ، فكل إنسان كتب عليه رزقه وحياته .
وغالبا ما يصطدم بالواقع أن هناك أمور يستحيل تغييرها ولاتعديلها وأنه يضطر لها لأنه يجد نفسه مدفوعا لها والسير فيها لتحقيق النتيجه المكتوبه وان سعيك ،وجهدك لتغيرها قد يكلل بالنجاح أو الفشل متوقفا على العوامل المحيطه والأسباب والنتيجه نتيجه تفاعل كل العوامل المحيطه مع بعضها لتنتج المتحقق .
لذا من وجهه النظر الواقعيه أن منتج ا+منتج ب =نتيجه ….
الجميع لكى يصل لنفس المعادله يجب أن تمربنفس الظروف والمقادير والعناصر المكونه والعوامل المساعده والبيئه المحيطه بنفس المقدار لتؤدي للنتيجه الأخيره.
لكن كل منا يقيس،من وجهه نظره ووفقا لظروفه ويعتقد أنه حقق المعادله وينتظر تحقق النتيجه ولكنها لاتأتى بنفس ،المقدار لا تكون موحده .
وهنا يصطدم الواقع بالخيال حلم النتيجه قد جاء بالفشل أو لم يأتى بالمرجو منه وذلك لأن قياس العناصر نسبى لكل إنسان من وجه نظره ،هنا النتيحه المتحققه تتوقف في النهايه علي عوامل ،قد تكون خارجيه ،ليس للأنسان تدخل فيهامثل الظروف أو البيئه او المستوي الاجتماعى أو العملى وان القدر قد هيئ كل هذه الظروف لتؤدي لهذه النتيجه ….
هنا يصطدم الانسان بالواقع المحتوم إما أن يفرح به لأنه كان يتمناه أويحزن لخسارته أو عدم تحقيقه كله .
وهنا الانفصال النفسى إما أن يحاول أن يحلم أويتخيل ماكان يتمناه ويعيشه ويتقمصه وقد يذوب فيه وينفصل عن الواقع بسبب الصدمه وعدم توقعها والهروب منها االي الخيال الانفصام.
أوأن يتقبل الوضع كما هو وينكسر نفسيا ويضطر للعيش،فيه منهزما لأنه لم تتحقق النتيجه وفقا لحلمه وهذا ويؤدي للاكتئاب .
او يتقبل ويرضى بنصيبه وأنه رزقه هنا تستوي الشخصيه الطبيعيه وترضى بواقعها وتعيش سويه .
وكثيرا مانجد غالبيه البشريعيشون الحاله الاولى ولايدررون يخفون ما فى صدورهم ويتجملون ويغيرون وجوهم ليظهروا بحقيقه مغايره ويسيرون معتقدون أنهم اقنعوا الاخرون بذلك.
ولكنهم لم يقنعوا الا أنفسهم هروبا من واقعهم وعبوار الى خيالهم ،فكل إنسان منشغل بحياته ومشاكله ويعيش نفس قصه آخيه بطريقه أخري وبمقدار اخر وفقا لظروفه وقدره .
لذاالجدار الفاصل لايراه الا صاحبه وهو يفصل بين واقعه وخياله وفى النهايه عندما يجلس الأنسان ويخلو لنفسه يجد الحقيقه ،التى يهرب منها أمامه تلاحقه لا مفرمنها لأنها مكتوبه .
لذا يجب علينا العيش وأن نتقبل وأن نرضى بنصيبنا والمكتوب والعيش وفقا للمتاح ،وان نتنمى وونحلم واذا لم يحدث فنحمد الله ونسلم امرنا لقدرنا …
اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك .