كتب/خطاب معوض خطاب
صورة لرجل وزوجته، الصورة كلها حب وعشق وتشع بالحنان وتشيع جوا من الرومانسية يملأ الكون كله، الزوجة تركز نظرها على الكاميرا وتبتسم لها بينما الزوج مشغول بزوجته عن الكاميرا التي لم ينظر إليها وكأنها غير موجودة، هو فقط ينظر لزوجته نظرة حب ووله، وكأنه يودع كل مشاعر الحب والغرام والحنان في هذه النظرة، الزوج هو الفنان الشهير “رياض القصبجي” الذي اشتهر من خلال تجسيده لشخصية “الشاويش عطية” في أفلام إسماعيل باسين ومن خلال أدوار الشر التي أداها ببراعة شديدة، وكانت ملامحه القاسية ونظرته المرعبة وصوته الأجش وجسده الضخم تساهم في أن تترسخ في الأذهان صورته كرجل شديد وقاسي وشرير.
،،شغلتك عالمدفع إيه يا عسكري!؟
&بوروروم.
،،شغلتك عالمدفع بوروروم يا عسكري!؟
**هو بعينه بغباوته وشكله العكر!
**مخالي شيل.
**بتضحك قدامي يا رفضي يا ابن الرفضي!؟
**صباحية مباركة يا ابن العبيطة.
هذه الإفيهات وغيرها تميز واشتهر بها الفنان الراحل رياض القصبجي، الذي ربما يجهل اسمه البعض ولكن من المؤكد أن الجميع يعرفونه باسم الشاويش عطية الذي ظهر به في سلسلة أفلام مع الفنان إسماعيل ياسين، والفنان رياض القصبجي ولد في بدايات القرن العشرين، ونشأ بجرجا “محافظة سوهاج” ، وعمل في بدايته كمساري بالسكة الحديد وانضم لفرقة التمثيل بها لكنه استقال من وظيفته ليتفرغ للفن، ثم انضم لفرقة أحمد الشامي المتجولة، وكان أهم شرط لإنضمامه أن يمتلك حصيرة وبطانية ومخدة لزوم النوم أثناء التجول في البلاد التي تعرض بها الفرقة أعمالها، وقبل خوضه مجال التمثيل كان رياض القصبجي يمارس الملاكمة ورفع الأثقال على سبيل الهواية، والتحق بركب السينما حيث عرف كوجه مميز مع الفنان علي الكسار في أفلامه ومنها: سلفني 3 جنيه “الذي حصل فيه على أجر 50 قرشا”، وعلي بابا والأربعين حرامي، وألف ليلة وليلة، ونورالدين والبحارة الثلاثة.
اشتهر رياض القصبجي من خلال تجسيده لشخصية زعيم العصابة “أبو الدبل” في فيلم الواجب، وقدم العديد من الأفلام مع إسماعيل ياسين، جسد فيها شخصيته الشهيرة “الشاويش عطية”، ورغم بدانته وضخامته وملامحه القاسية إلا أن شخصية الشاويش التي أداها تعلق يها الجمهور جدا وأحبها الناس لدرجة أن اسم الشاويش عطية شاع واشتهر أكثر من اسم رياض القصبجي نفسه حتى كاد الناس ينسون اسمه الحقيقي، وقد قدم القصبجي عددا من الأفلام الأخرى وأجاد فيها وتركت أثرا طيبا عند الجمهور مثل فيلم “الأستاذة فاطمة” مع الفنانة فاتن حمامة، وما زال مشهد المحاكمة عالقا بالأذهان حتى اليوم حين كانت تدافع عنه وتصفه بالسيد قشطة وهو يضحك ضحكته المميزة، كما برز في أفلام “ابن حميدو”، و” الآنسة حنفي، و”العتبة الخضراء”، و”ريا وسكينة”، وغيرها.
تزوج الفنان رياض القصبجي عدة مرات، حتى أن بعض المصادر قد أشارت إلى أنه تزوج حوالي 9 مرات ما بين زواج رسمي وعرفي، منها زوجة بدوية تزوجها أثناء تصوير فيلم “عنتر بن شداد” مع الفنان فريد شوقي ، وزوجة إيطالية طلقها وسافرت وهي حامل،ولها منه حفيدة تعمل حاليا بالمجال الفني، لكن المؤسف أن الفنان رياض القصبجي قد تعرض لأزمة صحية نقل على إثرها للمستشفى، حيث أصيب بشلل نصفي في الجانب الأيسر نتيجة إرتفاع ضغط الدم، ولزم الفراش بعدها ولم يستطع توفير نفقات العلاج نتيجة توقفه عن العمل، وقام المنتج جمال الليثي والمخرج فطين عبدالوهاب والسيناريست علي الزرقاني بجمع نفقات علاجه بعدما علموا بحالته من الفنان محمود المليجي، وعندما مات القصبجي في يوم 23 أبريل سنة 1963م لم تستطع أسرته تدبير تكاليف الجنازة، فتكفل بها المنتج جمال الليثي، والأكثر مدعاة للأسف والأسى أن الجنازة سار وراءها عدد قليل من أهله وجيرانه فقط، ولم يمش وراء الجنازة أحد من أهل الفن سوى محمد الغزاوي نقيب الممثلين بالنيابة وفراش النقابة الذي كان يحمل باقة الورد خلال الجنازة.