شعر وحكاياتعام
حلم على الورق
بقلم/إسراء أحمد
زمان أما كنا صغيرين كانت كل أحلامنا على الورق على أمل إن بكره هو الفانوس السحرى اللى هيحقق أحلامنا، على كراسة الرسم كانت مدرسة الرسم بتطلب مننا نرسم أحلامنا كانت تقول”كل واحد فيكم يرسم نفسه يبقا إيه فى المستقبل”، كنا أطفال البراءة والحنية والعفوية هى طباعنا من غير نفاق ، فينا اللى كان بيرسم دكتور ،وفينا اللى بيرسم مهندس، وفينا اللى كان بيرسم عربية، وفينا اللى كان بيرسم بيت جميل وعيلة بسيطة ومتهنية، كنا بنرسم على يقين إن بكره لما نكبر الرسمة هتترسم وهتتلون بجد فى الواقع، كنا فاكرين إن الواقع كله مثاليات واللى عاوز حاجة سهل يحققها،بس بعدين عرفنا إن الستارة أى حد ممكن ينزلها ببساطة وينهى الحلم.
أما كبرنا فينا اللى شاف إن حلمه صعب يتحقق فتخلى عنه بسهولة، وفينا اللى من كتر همومه نسى احلامه واندفنت جواه ومحدش قادر يصحيها، وفينا اللى قرر يكمل فى وسط واقعنا وشايف إن حلمه صعب بس قرر إنه هيحققه لأنه مش مستحيل.
أما كبرنا انصدمنا وعرفنا إن الواقع مش مثالى زى ما كنا متخيلين، الواقع طلع محسوبية وأنت تبع مين والشاطر اللى يضحك فى الآخر، مجتمعنا مجتمع مصالح خود وهات تتصالح، عشان كده معظم أحلامنا بتموت وبتدفن جوانا قبل ما تطلع وتظهر فى النور.
أحيانا اللى بيتخلى عن حلمه بيبقى معذور لأنه من كتر ما خطط على الورق طلع الحلم بعيد وكل مابيقرب حد بيخنقه وبيرجعه من جديد.
زمان أما كنا بنلعب بالطيارة الورق كنا نسيب الخيط وكل ما نسيبه الطيارة بتعلى أكتر وأكتر ،وأما بنمسكه الطيارة بتنزل زى الحلم بالظبط، قد ايه كانت طفولة جميلة كانت بمجهودنا وعملنا مش بمحسوبيتنا واحنا ولاد مين، أنا فاكرة حلمى على الورق قد إيه كان بسيط وسهل وأما كبرت عرفت إن مش كفاية الحلم يكون على الورق فبدأت أقاوم وأعافر على أمل إنى ارسمه على الواقع، بس فى ناس من كتر ما شافت قالت إن حلمها هيفضل مكانه على الورق فعملته مركب ورمته فى البحر فغرق.
العيب فى مين دلوقتى فى صاحب الحلم اللى فاكر إنه رسم حلم أكبر منه على الورق، ولا الطفل اللى افتكر إن بكره هو حلمه، ولا الواقع اللى ماشى بمبدأ المصالح، ولا فى الناس ولا فى الزمن ولا فى ايه بالظبط.
الحلم اللى على الورق ممكن يكون بداية لحاجات كتير، وممكن يكون بردو نهاية قبل ما يبتدى ويخرج للنور،فقرر وشوف محتاج حلم على الورق ويموت ولا هتخليه يخرج ويشوف النور.