شيماء إبراهيم
لكل منا لحظة ميلاد لم يخترها ، لكنه انتسب لها وصارت ملازمة له في كل أحواله وأوراقه الثبوتية … وهكذا الحال بالنسبة للحظة التي يتفاجىء بها كل منا لتكون آخر لحظة تدون في سجلاته …
وما بين لحظة الميلاد ولحظة الوداع النهائية تلك ألف ميلاد ووفاة …نعم فهناك ميلاد آخر نختاره وميلاد يختارنا فنلبيه أو نرفضه …كما أن هناك موت يعصف بالروح والجسد مازال على قيد الحياة !! .. فنحن بحاجة في كل فترة لميلاد جديد يبعث فينا الحياة بعد كل انتكاسة تعصب بقلوبنا وأرواحنا ..
الميلاد الحقيقي يا سادة ليس ذاك التاريخ الذي تحتفل به كل عام بل هو اللحظة التي تشهد فيها ميلاد روحك وتناغمها في ربوع الحياة …اللحظة التي تجد فيها الحجب الكثيفة بينك وبين الله قد انقشعت وبدا لك النور والحبور … اللحظة التي يولد فيها سلامك الداخلي فتدرك حقيقة الحياة ..
وهذا الميلاد هو هبه من الرحمن لمن اجتهد في البحث عنه .. فابحث عن ميلاد تسطر تاريخه بنفسك .. ابحث عنه بين صفحات كتاب قيم .. في علاقة طيبة … في علم ينتفع به .. في لمسة مسكين محتاج ..في بذرة خير تزرعها ..في سجده لله تسجدها بقلبك قبل جوارحك … في دعوة صادقة في وقت الفجر … في دمعة توبة وفرحة عودة …
اختر لروحك ميلادا جديدا كلما أنت الروح من غبش الحياة … واسأل الله ميلادا يبعث فيك لذة الوجود حتى تلقاه …
رئيس قسم انت الحياه: داليا طه