بقلم:مها صميده
(إنتي عانس) كلمة لها أضرار نفسية أكثر من اي كلمة أخري ‘الكثير من الفتيات يسمعوا تلك الكلمة من باقي المجتمع سواء كبار او صغار السن ولا أحد يعلم ما تجلبه تلك الكلمة من تعب نفسي هي وكل الكلمات التي تشبها مثل(إنتي عانس‘إنتي فاتك قطر الزواج ‘ إنتي مش ناوية تتزوجي ‘ إمتي هنفرح بيكي) كل تلك الكلمات تهز البدن وتضر الجسم وتجعل الفتاة تكره نفسها وتخسر ثقتها بنفسها وبجمالها ‘ الفتاة هي مخلوق جميل ورقيق عندما تنجب الأم فتاة فإنها تفرح وبشده لأنها تعلم إن إبنتها ستكون خليفتها ومصدر قوتها وستري فيها إنعاكسا لنفسها وتربي الأم إبنتها أفضل تربية وتعلمها كل شيء عن الحياة وتسعي لحصول إبنتها علي شهادة دراسية عليا وتجعلها أميرة عصرها ولكن لا تعلم ما أخفاه القدر والأيام لإبنتها ‘ لا تعلم أن كل تلك الشهادات الدراسية أو المكانة الإجتماعية ليس لها أهمية بالنسبة للمجتمع لأن المجتمع مؤمن بمقولة (البنت ملهاش غير بيتها وزوجها ) المجتمع لا يهتم إذا كانت البنت متعلمة أو غير متعلمة حتي لا يفرق معهم البنت إذا كانت قاصر او بالغ المهم أنها تتزوج وتنجب أطفال .
أتعجب من طريقة تفكير مجتمعنا ‘ مجتمع يري ان الفتاة لها دور واحد فقط في الحياة هو أن تكبر وتتزوج وتسعد زوجها وتنجب أطفال ‘ لا يهم إذا كانت هذة الفتاة قاصر وأن سنها لا يسمح لها بالزواج لأنها لا تعلم أي شيء عن الزواج أو المسؤلية وأن من المحتمل أن يحدث لها مشاكل صحية قد تؤدي إلي وفاتها في فترة الزواج والحمل ‘ مجتمع لا يهتم إذا كانت هذة الفتاة ما زالت تتعلم وأن ليس لديها وقت لتحمل مسؤلية بيت كامل وأنها تريد أن تنهي دراستها أولا ثم تتفرغ للزواج ‘ مجتمع لا يهتم إذا كانت هذة الفتاة لديها عقدة نفسية من الرجال وتخاف من فكرة الزواج .
الزواج رزق من الله والرزق له وقت محدد ‘ فكل فتاة لم تتزوج بعد هي فتاة وقت رزقها لم يأت بعد ‘لا توجد فتاة في العالم لا تريد الزواج فكل فتاة تحلم منذ طفولتها بيوم زفافها وعندما تكبر تبدء بإختيار مواصفات شريك حياتها وتصنع خطة ليوم زفافها وتحلم بمنزلها الزوجي وتتخيل حياتها وكيف ستكون أسرتها ولكنها لا تعلم أن القدر يحمل لها عكس كل تلك الأحلام وأن نصيبها هو أن لا تتزوج وأنها ستعاني من نظرة مجتمعها القاتلة ‘هناك فتيات تجاوز عمرهم 30عام ولم تتزوج بعد ‘وهناك فتيات لم يتجاوز عمرهم 18 عام ومتزوجون ولديهم أطفال وهم لا يعلموا ما الذي حدث معهم ولا يعرفوا كيف يتم تربية الأبناء او كيفية تحمل المسؤلية ‘ الكل يريد للفتاة أن تتزوج ولا أحد يهتم إذا كانت هذة الزيجة ناجحة او فاشلة ‘إذا كان الزوج هو الزوج الصالح أم غير ذلك وإذا كانت صحة الفتاة وعمرها يسمح بالزواج أم لا .
ومن الغريب ان كلمة عانس أصبحت تقال للرجال أيضا الذين لم يتزوجوا بعد لم يسلم كل من الرجال والفتيات من كلام المجتمع ‘ ليت المجتمع يقتنع أن كل شيء له أوان حتي الزواج له وقته وأن كل منا لا يعلم ظروف الأخر او شيء عن حياته وأن الفتاة ليس لها ذنب أن فرصة الزواج لم تأتيها بعد وأنها لا تستحق أن تسمع كلام يضايقها نفسيا وأن عدم زواجها لا ينقص شيء من أخلاقها أو جمالها او ثقتها في نفسها .
كل فتاة تردد هذا الكلام بداخلها وتوجه كلامها للمجتمع بأكملة سأتزوج ‘ أعدكم حين أجد رجلا يرتاح له كل كياني ‘الزواج ليس ثوبا نرميه في ختام المسرحية ‘الحب ااذي لا يريحنا ويسعدنا ليس حبا ‘ بل هو شقاء من نوع آخر يحمية المجتمع ببطانة سميكة ويصم أذنية عن مخازية بتصفيق حاد لمن إنضم إلي قطيع المتزوجين ‘ولو نزعت الأقنعة لوجدت نصف المتزوجين تعساء لسوء الإختيار ولتسرع القرار.
ليتكم تصدقوا أنها ليست عانس ….