كتبت/هبه سلطان
الرجل التاني هو فيلم من إنتاج ١٩٥٩ للمخرج المتميز عز الدين ذو الفقار،تدور أحداث الفيلم حول عصابة لتهريب المجوهرات يترأسها عصمت كاظم لعب دوره الفنان رشدى أباظة ومساعدته سكينة الفقى الفنانة سامية جمال،وفى إطار إجتماع بوليسى تدور باقي أحداث الفيلم،فحول مقتل شقيق لمياء الفنانة صباح يتعهد البوليس المصري في كشف العصابة ومعرفة الرجل الأول الذي يدير العصابة من وراء الستار،فيتقمص الضابط كمال الفنان صلاح ذو الفقار دور أكرم شقيق لمياء الآخر ليتمكن من الدخول للعصابة.
وعلي الرغم من تكرار الفكرة إلا أن مؤلف الفيلم يوسف جوهر أستطاع أن يجعل من الفكرة وأن كانت مكررة تحفة فنية ساعده فيها مخرج الفيلم عز الدين ذو الفقار الذي أخرج كل مشهد في الفيلم كأنه يخرج فيلم جديد،فكل مشهد يضيف إلى الفيلم.
أداء الممثلين كان أداء فوق المتوقع
أثبت فيه الفنان رشدى أباظة أن الإبداع لا علاقة له بالسن أو الوسامة فلم يعتمد عليها في هذا الفن بل موهبته واداؤه كانت هي الطاغية،فعلي الرغم من أنه قام بدور الرجل التاني في العصابة إلا أنه هو أستحق أن يكون الرجل الأول باداؤه في هذا الفيلم،فأوحى للمتلقي بأنه التعلب الماكر بنظراته وحركاته وضحكاته أو حتى في حبه لمساعدته سكينه الفقي،فمن الصعب خداعه.
وعلي الرغم من ان مخرج الفيلم هو شقيق الفنان صلاح ذو الفقار إلا أنه لم تظهر اي مجاملات من أي نوع علي حساب الآخرين،فلم يتعدي أحد علي دور الآخر،الكل برع في أداؤه لدوره،فهؤلاء الفنانيين الأربع كأنهم أعمدة البيت إذا سقط أحدهم وقع البيت.
الجدير بالذكر أن عندما تقدم المخرج عز الدين ذو الفقار بهذا الفيلم للرقابة اعترضت عليها،لوصلة الردح بين سامية جمال والصباح في أيهما أجمل السمرا أم الشقراء،لتقول الرقابة أن هذا لا علاقة له بحرية الإبداع،بل هو خروج عن الأدب،علي الرغم من أن المشهد كان مطلوبا فهو خناقة بين سيدتين علي رجل.
كانت لازمة الفنان رشدى أباظة وحياة طنط كيما،حتي مشهد قتله في نهاية الفيلم ليقول وحياة طنط كيما اللي مااحلف بيها باطل
لتعترض الرقابة مرة أخري،وبعد شد وجذب اقتنعت الرقابة بأنها جملة ليست خارجة عن نطاق الأدب.
تصوير الفيلم للمصور وحيد فريد والموسيقي التصويرية لاندريا رايدر.
الفيلم من زمن الفن الجميل الذي كان فيه الفن غاية قبل أن يكون وسيلة،شعر فيه المتلقي بكلمة الإشباع الفني.