شعر وحكاياتعام
في يوم المعلم:
قم سائل المَجدَ مَن في الناس مولاهُ
أو رفّ جنحٌ إلى العلياء لولاهُ
هذا الذي جعل الأحلامَ شاهدةً
وطَوّعتْ عاصيَ الآمالِ يمناهُ
إرثُ النُّبوّ ة مقصورٌ عَلَيْهِ فما
يعدو على الإرث بعد اليومِ فَوّاهُ
يخطو على الأَرْضِ قد تغري بساطتُهُ
من ليس تُبصرُ نورَ العلم عيناهُ
إنّ المعلم في دنيا العطاء أبٌ
لم يرجُ نيلاً وأيُّ النَّيلِ أجزاهُ
جُلّاسُهُ كُتُبٌ اخلاصهُ نسبٌ
ما نالهُ نَصَبٌ جلّتْ عطاياهُ
إذا السماءُ أضاءتها كواكبها
فما ينير سوادَ الأرض إلّاهُ
أَوهى الجبالَ فلانت تحت سطوتهِ
حتّى ترجّلَ عاليها فحيّاهُ
ما طالَ صرحٌ أو اخضرّتْ ربوعُ حمىً
إلّا بفضل مُرَبٍّ راح يرعاهُ
ولا التقى بعدوٍّ غاصبٍ بطلٌ
إلّا برميةِ أهل العلمِ أرداهُ
وما النعيمُ الذي يحياهُ حاضرُنا
إلّا يُحَدّثُ عن صمتٍ بنعماهُ
عن حوضه يصدرُ الظمآنُ مرتوياً
ريّانَ أذهبَ غُلَّ النفس سُقياهُ
مُعطٍ بلا مللٍ مُغضٍ على عِلَلٍ
لم يشكُ من قَلَلٍ أو شدّهُ جاهُ
قد علّمَ الناس حُبّ الأرض فاكتدحوا
وأورفت بظلال الخير كفّاهُ
يستعرضُ الجيلَ بعد الجيل قد صعدوا
إلى الذّرا وهو ثبتٌ حيثُ تلقاهُ
به عبرتمْ إلى أحلامكم ومضى
عنه الشقيّ وثوبُ الجهلِ عرّاهُ
كم من شقِيٍّ وسوطُ الجهل يجلدُهُ
على الطريق وشوك الدّربِ أدماهُ
نهرُ العطاءِ الذي ينسابُ بينكمُ
تَصِلُّ فِيهِ بأغلى الدًّرّ أمواهُ
قدسيّةُ العلمِ أنْ يرقى مُعلّمُهُ
فلا يُقارفُ ذنباً ليس يرضاهُ
اذا ارتضى اللهُ عبداً سرّهُ أدباً
فعلّم الناسَ منهُ ما تلقّاهُ
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان