سامح عبده
رغم تنوع وسائل الإعلام حاليا، واتساع رقعة وسائل التواصل الاجتماعي بين الناس خاصة بعد انتشار الهواتف الذكية، مازال للراديو مكانته الخاصة في القلوب، حيث ارتبطت به أجمل ذكريات طفولة الكثيرين منا، وظل رنين أصوات مذيعي الإذاعة بنفس أدائهم الصوتي المميز يسمع صداه إلى الآن.
وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة، الذي يحل اليوم 13 فبراير، تحت شعار “الإذاعة والرياضة”، وهو اليوم الذي حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة “اليونسكو”، وتهدف من خلال هذا الشعار إلى تعزيز التنوع والسلام والتنمية من خلال الرياضة، في السطور التالية نستعيد معا ذكريات طفولتنا مع بعض البرامج الإذاعية:
“غنوة وحدوتة”
أشهر برامج الأطفال في الإذاعة المصرية، الذي كانت تقدمه “أبلة فضيلة” صاحبة الصوت الغالي على الأذن، والعزيز على القلب، والتي كانت تقدم قيمة للأطفال من خلال “حدوتة” جميلة تلقيها بطريقتها المميزة، وفي آخر القصة تودع المستمعين قائلة: “توتة توتة خلصت الحدوته واللي هيجي بكره هيفرح بالغنوة ويتسلى بالحدوتة”.
ومن خلال برنامج “غنوة وحدوتة” استضافت أبلة فضيلة عددا من الشخصيات البارزة، ومنهم الأديب العالمي نجيب محفوظ، وأنيس منصور، والدكتور فاروق الباز، والموسيقار محمد عبد الوهاب، وكامل الشناوي، وسيد مكاوي وغيرهم.
“لغتنا الجميلة”
من أهم البرامج التي قدمت على الإذاعة المصرية، ومازالت حلقاته راسخه في الوجدان إلى الآن، “هنا القاهرة، أنا البحر في أحشائه الدر كامن.. فهل سألوا الغواص عن صدفاتي”، بمجرد سماع هذه المقدمة تعود أذهاننا سنينا إلى الوراء، إلى الصوت الذي انبعث عبر الأثير يوما، متحدثا عن “لغتنا الجميلة”، وهو صوت الشاعر الكبير فاروق شوشة، ليجول بنا في أروقة اللغة العربية.
“طريق السلامة”
برنامج للتوعية المروية وإعطاء النصائح لقائدي السيارات، يذاع حتى الآن في تمام التاسعة صباحا على إذاعة البرنامج العام، وتقدمه الإعلامية آيات الحمصاني، وفي صباح ينتابك التفاؤل والإشراق بمجرد سماع مقدمته “بالسلامة يا حبيبي بالسلامة.. بالسلامة تروح وترجع بالسلامة”.
“همسة عتاب”
واحد من أهم البرامج الإذاعية الذي يعد علامة مميزة في تاريخها، يذاع يوميا في الساعة الثامنة صباحا بإذاعة البرنامج العام، ويتناول هذا البرنامج الهموم اليومية للمصريين، حيث يقدم شكاوي المواطنين في قالب درامي علي مدار أيام الأسبوع، بينما يرد على شكاوي المواطنين يومي الثلاثاء والجمعة، عن طريق إيصالها إلى المسؤولين، وذلك في قالب درامي أيضا.
وقام الفنان رأفت فهيم بتقديم البرنامج على مدي 20 عاما، حيث جسد فيه دور الموظف الحكومي الذي يتفنن في تعطيل مصالح المواطن، والذي اشتهر بكلماته وعباراته المميزة وهي (فوت علينا بكرة.. ياسيد) والبرنامج من إخرج رضا سليمان.
“كلمتين وبس”
أحد البرامج الإذاعية الشهيرة، بدأه الفنان الكبير فؤاد المهندس عام 1968، وتم اختيار الصحفي أحمد شفيق بهجت ليقوم بكتابة حلقاته ويخرجه يوسف حجازي، وكان البرنامج يهدف إلى معالجة سلبيات المواطن المصري والحكومة المصرية والروتين، وكان يبدأ المصريون به يومهم كل صباح في الساعة الثامنة إلا خمسة صباحا على موجة البرنامج العام.
“إلى ربات البيوت”
من أشهر البرامج الإذاعية التي وجهت خصيصا للمرأة المصرية، عرف البرنامج بصوت الإذاعية الشهيرة صفية المهندس، وكان يشتمل على التمثيلية والأحاديث التربوية، والبرنامج الدرامي يوميات عائلة مصرية وهي “عائلة مرزوق أفندي”.
تمتعت صفية المهندس مقدمة البرنامج بصوت شجي وقوي، ولغة رصينة جعلت متابعيها يرتبطون بصوتها وأحاديثها، وتعد رائدة في مجال العمل الإذاعي الموجه للمرأة.
“قال الفيلسوف”
برنامج يومي على إذاعة البرنامج العام منذ عام 1975 وحتى اليوم، والبرنامج عبارة عن حوار بين الفيلسوف الحكيم والفتاة الرقيقة، التي تحاول أن تتعلم منه حلو الكلام وأجمل الصفات وأهم أمور الدنيا المختلفة، وما يصحبها من شؤون الحياة، الحلقات بطولة الفنانة سميرة عبد العزيز، وتميز البرنامج كغيره من برامج تلك الفترة باللغة العربية السليمة ومخارج الألفاظ الواضحة.
“تسالي”
“غمض عنيك وامشى بخفة ودلع.. الدنيا هي الشابة وأنت الجدع.. تشوف رشاقة خطوتك تعبدك.. عجبي” رباعية صلاح جاهين الشهيرة، كانت مقدمة برنامج “تسالي”، للإعلامية القديرة صاحبة الصوت المميز إيناس جوهر على إذاعة الشرق الأوسط.
ويعد واحدا من أشهر برامج الإذاعة المصرية، رغم أن مدة عرضه 5 دقائق فقط لا غير، كان من أفضل برامج الإذاعة الذي يعطي جرعة ثقافية يومية للمستمع.