شعر وحكاياتعام
عزيزتي الأم ..
بقلمي نجلاء فتحي عزب
كل عام وأنت بخير، كل عام وأنت المدرسة الأولى لطفلك والمنارة له على مر الأعمار، وأنت النور له في عتمة الأيام وأنت المادة الصلبة له عندما تكسره الظروف ، كل عام وأنت الفرحة والعضد عندما تكشر على أنيابها المحن و تشتد الأحزان،
كل عام وأنت النسمة في أعاصير الألم وغيم الأحلام، والأمنيات. كوني لهم الأمل في الغد ، والصبر والحلم إلى أن يعبروا إلى بر الأمان، سيدتي إن التربية ليست فقط أن تلبي إحتياجاتهم من طهي للطعام وغسيل للملابس أو مساعدتهم في أداء واجبتهم المدرسية ، أو ذهابهم إلى النادي لممارسة رياضة ممتعة ، أو اللعب و الترفيه من آن لآخر أو أن تحققي لهم كل أمنياتهم فقط؛ بل التربية الصحيحة هي إنشائهم نشأة سليمة وتعويدهم من الصغر على الصلاة والصوم وكل العبادات بطريقة صحيحة وبسيطة حتى لا يكرهون وينفرون
تعليمهم أصول الحياة من صبر وجلد وتحمل ومثابرة حتى تحقيق الآمال، والتحدي والإباء ، وحب الوطن، وحب الآخرين والإيثار والتضحية، فليس من العقل أبداً أنك تكوني مختلفة مع أهل زوجك مثلا؛ فتحفزي الأولاد على كرههم لهم وفي نفس الوقت تقريبهم من أهلك وهذا مثال بسيط ولكن مغزاه واقع أليم فينشأ الأبناء وفي قلوبهم حقد وغل ولا مبالاة بالغير ويصبحون غير أسوياء .. وهنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس “
وهذا لأن الأم سوف تدس ما تعلمته وتربت عليه في نفوس أبنائها وإن كانت ذات نشأة غير إسلامية ، مثلا فستدس أفكارها وكل شيء لأنها هي مرآة لإبنها وابنتها .. علميهم كيف يصبحون أقوياء أتقياء رحماء بأجدادهم يصلون رحمهم من الجانبين برغم أي شيء، حتى تنولي برهم فلك بمثل ما فعلت وكما تدين تدان ، ولا يصح إلا الصحيح . سيدتي الفاضلة التربيه ليست سهلة وليست كل امرأة تستحق أن تكون أما ..
فالأمومة ليست لقب فحسب الأمومة علم ومدرسة تبنى عليها أجيال وهي لبنة وأساس للتقدم ورقي المجتمعات ، أن تكوني أما فهذا ليس سهلا وإنما مسئولية متعددة الإتجاهات أنشئي رجلا صلبا وطنياً يتحمل المسئؤلية وأنشئي أما تكون امتداداً لكِ وتكمل المسير .. أيتها الأم أنت العيد ولا عيد غيرك .. ابتسمي فالابتسامة لأولادك هي طوق النجاة .