كتبت
علا السنجري
جاك نيكلسون ظاهرة سينمائية لن يكررها الزمن ،بإبتسامته التي تبرز عنها اسنان كأنياب القرش وملامح وجهه القوية ونظارته الداكنة عرفه الجمهور بالرجل الذي حلّق فوق عش المجانين.
جون جوزيف نيكلسون معروف بـ جاك نيكا
لسون ولد في 22 أبريل 1937 مدينة نيويورك في ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. وهو ممثل، مخرج، منتج أمريكي؛ امتدت مسيرته السينمائية قرابة 60 عاما.
جاك نيكلسون يعتبر واحد من أعظم الممثلين في تاريخ السينما، وهو أكثر الممثلين الذكور حصولاً على جائزة الأوسكار في التاريخ التي رُشح لها 12 مرة وفاز بها ثلاث مرات، والأدوار التي حصل بها على الجائزة هي: جائزة أفضل ممثل رئيسي مرتين، في عام 1975 عن دوره في (وطار فوق عش المجانين)، وعام 1997 في فيلم : أفضل ما يمكن حصوله ،وجائزة أفضل ممثل ثانوي عام 1983 عن دوره في فيلم : شروط إظهار العاطفة . وقد حصل على جائزة الغولدن غلوب 6 مرات.
جاك نيكلسون عرف بتقديمه للشخصيات غير التقليدية وغريبة الأطوار . لعب مجموعة واسعة من أدوار البطولة و الأدوار المساعدة في مختلف الأنواع، بما في ذلك الكوميديا الساخرة والرومانسية، والأدوار المظلمة كأدوار الشر والشخصيات المختلة نفسيا. في العديد من أفلامه لعب دور “المتمرد دائما، المتهكم التائه”، شخصيات ثائرة ضد الهيكل الاجتماعي.
جاك نيكلسون كانت بداياته مع هوليوود في عام 1954، وعمره لا يتجاوز 17 عاما. وكانت البداية عن طريق الصدفة. حيث كان نيكلسون ذاهبا لزيارة أخته في لوس أنجلوس (المكان الذي توجد به هوليوود)، فحصل على وظيفة سكرتير لدى استوديو إنتاج أفلام كرتون تابع لشركة مترو غولدوين ماير المعروفة. وكان يعمل بالتحديد عند الرسامين الشهيرين ويليام هانا وجوزيف باربيرا صاحبي فكرة أفلام توم وجيري. وعرضا عليه أداء أصوات للرسوم المتحركة لكنه رفض، وقال أن طموحه هو التمثيل.
جاك نيكلسون بعد ذلك قام بالتدريب على التمثيل مع مجموعة من أصدقائه. ثم حصل على أدوار صغيرة على المسرح والتلفزيون ، ثم كانت البداية في عالم السينما سنة 1958، في فيلم شبابي متواضع التكلفة بعنوان (قاتل الطفل الباكي). وقام فيه بدور البطولة. كان الفيلم من إنتاج المنتج روجر كورمان. وتوطدت علاقة الممثل الشاب نيكلسون مع المنتج كورمان. فكانت أفلام نيكلسون في السنوات العشر التالية غالبا من إنتاج كورمان.
جاك نيكلسون عمل في بداياته أيضا مع المخرج مونتي هيلمان، في بطولة عدة أفلام كاوبوي (بالإنجليزية: Western) منخفضة التكلفة. ولم تجد بعض هذه الأفلام شركة توزيع تقبلها في الولايات المتحدة، فتم عرض هذه الأفلام في فرنسا وقد حققت نجاحا هناك.
جاك نيكلسون بعد عدة سنوات من بدايته كممثل، لم تحقق أفلامه نجاحا كبيرا. فقرر نيكلسون التوجه إلى الكتابة والإخراج. وقام بكتابة سيناريو خمسة أفلام حتى تلك المرحلة. لم تحقق أيضا نجاحا كبيرا.
جاك نيكلسون في عام 1969، حقق انطلاقة كبيرة، وكانت بدايته الحقيقية في مجال التمثيل، حيث شارك في بطولة فيلم (السائق البسيط)، (Easy Rider)، مع بيتر فوندا من إخراج دينيس هوبر. لعب نيكلسون في الفيلم دور المحامي السكير جورج هانسون، وحصل أداؤه على استحسان النقاد ورشح لجائزة الأوسكار لأول مرة. وحقق الفيلم إيرادات عالية جدا حيث تجاوزت الأرباح 40 مليون دولار .
جاك نيكلسون يرى أهمية فيلم (السائق البسيط) في حياته المهنية: “كل الأفلام التي قدمتها قبل فيلم (السائق البسيط)، كانت عبارة عن محاولات ممثل مبتدئ يحاول شق طريقه في عالم السينما”.
جاك نيكسون استمر نجاحه في السينما. في السنة التالية، 1970، قام ببطولة فيلم (خمس قطع سهلة)، (Five Easy Pieces)، بمشاركة الممثلة كارين بلاك. وقد حصل نيكلسون للمرة الثانية على ترشيح لجائزة الأوسكار. حققت الشخصية التي أداها نيكلسون في الفيلم انطباعا جيدا لدى الجمهور والنقاد. وهي شخصية (بوبي دوبيا) غريب الأطوار العامل في أحد حقول النفط. يقول الناقد السينمائي المعروف روجر إيبرت عن تأثير هذه الشخصية: “شخصية (بوبي دوبيا) لا يمكن أن تنسى على الإطلاق. وهي من أهم الشخصيات في تاريخ الأفلام الأمريكية”.
جاك نيكلسون في عام 1980 قدم أحد أشهر أدواره في فيلم الرعب الشهير الإشعاع (The Shining) مع المخرج المعروف ستانلي كوبريك والمقتبس عن رواية الكاتب ستيفن كينغ. كان نيكلسون خيار كوبريك الأول للعب دور البطولة، على الرغم من أن مؤلف الكتاب، ستيفن كينغ، أراد “رجلا عاديا” ليلعب الدور. وكان كوبريك مقتنعا باختياره، ووصف جودة تمثيل نيكولسون بأنها “على قدم المساواة مع أعظم النجوم في الماضي، مثل سبنسر تريسي وجيمس كاغني”.
جاك نيكلسون في عام1981 قام ببطولة فيلم (رجل البريد يقرع الباب مرتين) المقتبس عن رواية لجيمس كاين، وشارك في فيلم (حمر) مع المخرج والممثل وارن بيتي. في 1982 شارك في فيلم (الحدود) مع المخرج توني ريتشاردسون. عام 1983 شارك في فيلم (شروط إظهار العاطفة) للمخرج جيمس بروكس وحصل على ثاني جائزة أوسكار له.
جاك نيكلسون في 1985 قدم فيلم (شرف بريتزي) مع المخرج جون هيوستن الذي قال أن نيكلسون “كان يستظهر الكتاب، وقد أعجبني في مشهد تلو الآخر، وقد التأم الفيلم إلى حد كبير بعد أن صور أول لقطات له”. شارك في دور صغير مع المخرج جيمس بروكس في فيلم أخبار الإذاعة عام 1987. وفي نفس العام قدم الفيلم الناجح السحرة من إيستويك مع المخرج جورج ميلر، وفيلم (Ironweed) مع الممثلة ميرل ستريب.
جاك نيكلسون في 1989 لعب دور الجوكر في فيلم (باتمان). وقد اشترط نيكلسون إضافة إلى الراتب الحصول على نسبة من عائدات الفيلم التي كانت عالية جدا.
جاك نيكلسون عام 1990قام باخرج فيلم (The Two Jakes) وقام ببطولته ويعتبر تتمة للفيلم الشهير الحي الصيني. ولم يحقق الفيلم النجاح المطلوب.
جاك نيكلسون في 1992 قدم دور الضابط الشديد في فيلم (رجال صالحون)، (A Few Good Men)، الذي يتحدث عن جريمة في مقر قوات البحرية. ويذكر مخرج الفيلم روب راينر كيف أثر أداء نيكولسون على الممثلين الآخرين خلال البروفات: “كان لي الحظ بوجود جاك نيكولسون معي، هو يعرف ما يفعله، كان يأتي في كل مرة بكامل قدراته ليؤدي! وهذا يجعل باقي الممثلين يقولون لأنفسهم: “أووه، علي أن أؤدي بكل جهدي لأن هذا الرجل قادم بكل جهده! لا يمكنني أن أتخاذل، يجب أن أضاهي أداءه”. كان نيكولسون ضابط الإيقاع”. في نفس العام قدم أيضا فيلمين، أحدهما فيلم سيرة وجريمة (هوفا) من إخراج وتمثيل زميله داني ديفيتو، وفيلم كوميدي (مصاعب الرجل) وهو خامس فيلم له مع المخرج بوب رافلسون. لم يحقق الفيلمان أي نجاح ورشح نيكلسون عن دوريه لجائزة التوتة الذهبية لأسوأ ممثل.
جاك نيكلسون في 1994 قدم فيلم رعب ذي ميزانية ضخمة (ذئب)، (Wolf) مع المخرج مايك نيكولز الذي حقق نجاحا تجاريا ورشح لجائزة زحل. ثم قدم عام 1995 (The Crossing Guard) وهو فيلم مستقل للمخرج شون بن. فشل الفيلم تجاريا وقت صدوره. ثم عاد للعمل مع مخرج باتمان تيم برتون عام 1996 في فيلم (هجوم المريخ!). وفيلم (دم ونبيذ)، (Blood and Wine) مع الممثل مايكل كين.
جاك نيكلسون ذكرت بعض وسائل إعلام عالمية أنه قرر يعتزل المهنة. وقد اتخذ النجم البالغ من العمر 80 عاماً قرار إنهاء مسيرته السينمائية بعد أن امتدت قرابة 60 عاماً.