بقلم/إسراء أحمد
الهاتف المطلوب خارج نطاق الخدمة، ولكن ليس الهاتف فقط الذى يكون خارج نطاق الخدمة، فنحن أحيانا نكون خارج نطاق الخدمة من أفعال كثيرة ، ومشاعر عديدة، وأيضا لفترة معينة من الزمن.
عندما ترى فقير غير قادر على احتضان أبنائه، وتوفير سبل المعيشة لهم ، وتحقيق الأمان لأسرته، فهل لديك أدنى شك أن هذا الفقير خارج نطاق الخدمة؟.
اليتيم الذى يفقد عائلته، ويعيش وحيد، ويكمل حياته دون سند له فى هذه الحياة، فيكون خارج نطاق الأمان والسند والعائلة.
أطفال الشوارع ترى الكثير منا ينظر إليهم نظرة غير آدمية، وكأنهم هم من أرادوا ذلك لأنفسهم، والمجتمع ليس لديه يد فى كونهم أطفال شوارع، ولكن هو من افرض عليهم ذلك عندما رفض مد يد العون لهم، لذلك هؤلاء الأطفال خارج نطاق المجتمع بأكمله.
العامل ،الموظف، المدير، الوزير، أى منهما الذى يقبل رشوة،بحجة المعارف، الأقارب، تخليص مصالح، أو بحجة ضعف المرتب وغلاء المعيشة، كذلك هو أيضا خارج نطاق الأمانة.
الشاب أو الفتاة أى منهما خسر حبه بسبب النصيب، الخيانة، فكلاهما قادر على استكمال حياته بشكل طبيعى، قادر أن يتزوج، يعطى حقوقه، ولكن قد يكون هناك شئ ما ناقص، وهو أن القلب خارج نطاق الحب.
الإنسان الذى يرى أنه فوق الجميع، وبنفوذه وسلطته قادر أن يجعل الجميع عبيد له، ولا رحمة فى قلبه من ناحية أى شخص قريب كان أم غريب، هكذا الإنسان أصبح خارج نطاق الإنسانية.
كذلك كمجتمع أصبحنا خارج نطاق الإنسانية، أصبحنا خارج نطاق أنفسنا.
الآن تمشى فى الشوارع لا ترى احترام أو تقدير، كل ما تراه أننا أصبحنا نحاكى الغرب فى الشكل، الموضة، الاستايل، قصات الشعر، الانفتاح الأخلاقي وليس العلمى، من المعروف أننا مجتمع شرقى بكل تقاليده وعاداته، من الممكن أن نقلد الغرب فى تقدمهم فى العلم، فى اتباع إتقان العمل والعلم، بدلا من الأشياء التافهة ، وهذا ما يريدونه أن نصبح شعب خارج نطاق العقل وبالفعل فئة كثيرة أصبحت هكذا، وكما قال الشيخ محمد عبده”رأيت فى أوربا مسلمين بلا إسلام ،وفى بلدنا إسلام بلا مسلمين” صدقت أيها العالم العظيم، لذلك أصبحنا خارج نطاق الشرق بكل عاداته وتقاليده ، ولكننا أصبحنا داخل نطاق الغرب فقط بالتقاليع، ربما يكون الإنسان أصبح خارج نطاق الخدمة.