حياة الفنانينعام
الشاعر الكبير أحمد عبد الرؤوف قوبلت حروفي بالرفض ولم انصت الالصوت روحي
حوار إلهام غانم عيسى سورية
في دراستي الجامعية خطفني السياب وابن زيدون
(ليس لي )ديواني الاول شكل لي رغبة في المضي إلى الأمام
خططت أصدق المشاعر لتتحول إلي أغاني للفنانين وإلى شارات في الإذاعة والتلفزيون
هو شاب خلوق هادىء طموح جعل من الكلمة العذبة أغنية تطرب اذان ساميعها متميز بأدائه على مستوى الكلمة في البلاغة والأسلوب والصوت والإلقاء لتسجل قصائده جميعها وبصوته في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة على مستوى سورية وخارجها أنه الشاعر المحبوب أحمد عبد الرؤوف
س-الاكثرية من الناس تسمع صوت أحمد عبدالرؤوف لكنها لاتعلم الكثير عنه ماذاتقول ؟
في البداية أعرف القراء بنفسي أنا أحمد عبد الرؤوف من احدى القرى الريفية التي تقع على نهر الخابورفي محافظة الحسكة حاصل على إجازة في اللغة العربية عمري سبعة وعشرين عاما حاليا اتابع عملي في خدمة وطني سورية جنب إلى جنب مع أخوة السلاح في الجيش العربي السوري في مقارعة الحرب الظالمة على بلدي
س-في سن العاشرة بدأت الكتابة كيف تحدثنا عن ذلك ؟
نعم في العاشرة من عمري كتبت الحروف الأولى ولكنها ظلت محاولات خجولة يغلب عليها التكلف وحين أبحرت أكثر في الدراسة والمطالعة انعكس ذلك على الشكل الفني للقصيدة فقرقت بالقصيدة العمودية عن سواها حيث صارت هاجسا يلازمني كلما دق الشعور أبواب الروح لاكتب الكثير وكانت المشاركة الأولى لي على مستوى اتحاد شبيبة الثورة في سورية وحصلت على المركز الأول عن قصيدة لاتبتعد وهي كانت من حديث محاولاتي على الوزن ثم بدات الحكاية أكثر عمقا بالوقوف على المنابر الثقافية
س- ماذا عن الطفولة وأيام الصبا لرؤوف في ريف الحسكة الجميل ؟
رغم الدماء التي لم تزل تجتاح الذاكرة لخمس عجاف خلون لاتزال هناك مساحة من التراب الساخن يرتسم فوقه خطو طفولتي الاولى وانا احمل دفتري وقلم الرصاص إلى المدرسة الابتدائية في قرية(سكر الاحيمر)في خريف عام1997لتتفتق الحجب حجبا حجبا وتتسع الدنيا رويدا رويدا هي الابقى في ذاكرتي تلك المرحلة قبل ان تنقلني الدفاتر والكتب والأقلام إلى بلدة (تل تمر)قضيت أيام الصبا سريعا ثم الثانوية حيث الرعشة الأولى للشباب فيتحزا اللون الأبيض الواحد لطيف ليكشف الوانا كثيرة جديدة فثمة أشياء هناك ابعدمن اللعب والقراءة والدروس والمنافسة بين الشباب وإبعاد أخرى للكون والحياة تتبدى احيانا في عيون الصبايا حين يكلل الحياء العذري وجوههن وهي تضح بالحياة فكانت السطور الاولى في زورق الشعر
س-في دراستك الجامعية كان العديد من الشعراء لهم وقع خاص على حياتك الشعرية ؟
نعم كان ذلك خطفني السياب بعيدا في عوالمه واساطيره ومدنه وتفاصيلها التي لاتنتهي ولازلت ازورها بين الفينة والاخرى لأضيع فيها كلما اصطكت اضلاع الحياة علي تأثرت بالشعرالاندلسي وقصص ابن زيدون وملهمته ولادة ومأساة ابن عباد وخروجه من الأندلس وماخلف من ألم وأبداع استوقفتني كثيرا قصائد نزار قباني ودرت في فلكها حتى النهاية اشواطا واشواطا حتى أحسست إني وصلت مداها
س-قوبلت كتاباتك في البداية بالرفض من قبل البيئة والمجتمع المحيط بك لماذا ؟
واجهت في بداياتي رفض المجتمع لاي ولادة جديدة يمكن أن تغيير من شكله فقوبلت حروفي بالرفض كثيرا لأنها ليست كما اعتاده الذائقه ربما في هذه المنطقة ولكن لم انصت إلا لصوت روحي وصوت ابي الذي ساندني لاحصل على أول جائزة كانت على مستوى محافظة الحسكة تم خرجت إلى كافة محافظات القطر لاترك بذلك أثرا واضحا في كل مشاركة
س-في عام 2016 نقلة نوعية في حياتك الشعرية لتنتقل إلى الإذاعة كيف كان ذلك ؟
حصلت على جائزة مطرانية السريان الكاثوليك في الحسكة لشعر باشراف اتحاد الكتاب العرب بحفل كبير وتغطية إعلامية مميزة في هذا العام فتحت لي الابواب ذراعيها إلى حدكبير فكان لي أول لقاء إذاعي على إذاعة سنابل الخاصة في محافظة الحسكة وكان موفقا بعفويته فرأى القائمون على العمل بأن صوتي واسلوبي يناسب الإذاعة فسجلت لي عدد كبير من قصائدي بصوتي لتتردد في الصباح والمساء
س-ماذا عن مسابقة شعراء الشام ووصولك لنهائيات ؟
في عام 2016 تم اختيار نص لي بعنوان (نداءات ) من بين نصوص كثيرة تقدمت على مستوى الجمهورية العربية السورية لتاهل إلى نهائيات مسابقة شعراء الشام في دارالاسد بدمشق التي أقيمت بين وزارتي الإعلام والثقافة وبتغطية إعلامية مميزة من قناة سورية دراما ولتكون الأخيرة بداية جديدة على مستوى الكلمة في البلاغة والأسلوب والصوت والإلقاء لتلتفت محافظة الحسكة على ابنهامن خلال الأمسيات المكثفة
س-للاعوام قصص جميلة في حياتك ماذا حمل لك عام 2017 في جعبته ؟
جاءحاملا في جعبته الكثير حيث تم تنظيم منتدى أدبي لمدة ثلاث أشهر برعاية منظمة دولية وإشراف اتحاد الكتاب العرب ولتميزي في٣ذلك المنتدى تم اهدائي ديواني الاول وإن كان محدودا بطباعته فقدشكل لي رغبة في المضي في هذاالطريق كان الديوان بعنوان(ليس لي) ثم شاركت في مسابقة شاعر الحسكة وحصلت على اللقب بعد ذلك بدأت قصائدي تنشر في الصحف والمجلات الورقية والإلكترونية في العالم العربي
س-احمد عبدالرؤوف كيف توصف لنا فترة الحرب وقد هجرت مع اهلك من محافظة الحسكة ؟
في الحرب توقفت اسباب الحياة بشكل كامل مما أدى لرحيلنا إلى محافظة اللاذقية وبعد الأيام لايرسم لها الدهر مثلها أبدأ عشنا حياة قاسية في مجتمع مختلف تمامافي كل جوانب الحياة فعملت أعمال لاتنتمي إلي واستمرت هذه لسنوات انعكس هذاالامر وبشكل كبير على نفسيتي ولكن لم افوت الفرصة على الشعر في روحي فكتبت الكثير حتى تحسنت الظروف وعدنا إلى بيتنا وارضنا وهنا تخرجت من الجامعة متابعا نشاطي الأدبي بإخلاص
س-كيف واجهت الغزو الثقافي ؟
واجهت الغزو الثقافي فيما تتعرض له سورية وخاصة في محافظة الحسكة حاولت جاهداان احفظ للكلمة العربية وجهها الجميل في ظل مايحدث ويحاول الكثيرون تشويهه
س-عمل غنائي يحضر من اشعار احمد عبد الرؤوف خارج سورية ماذا عنه؟
ترافقت رحلتي هذه رحلة رسام وملحن صغير لم يلق طموحه هنا ليسافر إلى
أوربا ويشق طريقه هناك حيث فكنا على موعد في هذه المرحلة من هذا الطريق حيث الآن بصدد تجهيز البوم غنائي يضم عدد من الأغاني باللغة العربية الفصحى من قصائدي وكتاباتي سؤافيكم بها بإذن ألله عند إنجازها
س-متى أحسست انك شاعر ؟هل الحب في حياتك كان له اثر؟
الحب فيما عاش أحمد عبد الرؤوف وكتب هوماليس له لذلك اعتبر إني خططت أصدق المشاعر ولم اشعر إني أصبحت شاعرا حقا حتى عشت حبي الأعظم في تاريخ حياتي الذي ظل ملهمي حتى الآن حين حصلت على من أحب بفقداني له. فلكي يبقى المعشوق معشوقا لابد ان يظل غير متاح وليس لك إلا ماكتب لك بهذه العبارة جسد القاص والكاتب احمد الخضري معنى عنوان ديواني الاول(ليس لي )بمقدمة الديوان
س-هل من صدمات تعرضت لها في مسيرتك الشعرية ؟
اصدمت بهبوك الذائقه الأدبية إلى حد كبير في سورية للأسف وذلك ربنا بسبب تسويق الكثير من الأعمال الأدبية لكن رغم ذلك سورية الشام تزخر بمبديعها ومتابعيهم بالشكل الجميل فيجب أن ننوه دائمآ ولانجامل بهذه المسألة لأنها الأخطر على وجودنا
س-احمد عبدالرؤوف بعبارة :
نزار قباني:جمع بين المرأة والوطن وبين السنابل والياسمين حتى أحضرت الحروف على الورق عبدالرزاق عبدالواحد صتع من المأساة جسرا للحب بأسلوبك متفردة بالصورة والأسلوب العراقي الواضح كوضوح الحارات الدمشقية القديمة في صوت نزار قباني
تميم البرغوثي:شاعر المقاومة بشكل غير مسبوق حتى صار أسلوبه وصوته وكلامه مدرسة وسيفا حادا على العدو
والدتك:تسمو عن الدنيا ومافيها
انثى شهيق الضج يفديها
انثى آذاادمعت تقتلها
وببسمة الشفتين تحييها
امي ومااكتمل النداء لان
الصدق يبكي حين يرويها
الوطن:سأبقى ٠٠إن أرضي في هواها
الولادة والمنية عاشقان
الطبيعة:حروفي الأولى حيث الشقيق بأول نيسان بخط القوافي ويمنحني مافقدت في مشوارالأسى وهي رفيقة الشاعر الأوفى
الشعرالعمودي:تعمقت كثيرا بالقصيدة العموديةفضلا عن شعر التفعيلة وحلقت في جناحيهما بعيدا في فضاءالشعور
أترك لك ختام اللقاء ببعض الابيات الشعرية
أجراس
لم أدرِ معـنى المــوتِ يا أبتي
حتّى استقرَّ الحتفُ في رئتي
كـم مرَّ من صيـفٍ ومن مطرٍ
وأنا غــريبٌ فــوقَ خارطتي
وحبيبةً أوقــدتُ في بصري
رحلتْ وقصّتْ كــلَّ أجنحتي
وكذاك أصــحابٌ وثقـتُ بهم
خــانَ الزّمانُ بغدرِهم ثقتي
ومـــدينةٌ صــــلّى الإلهُ بها
صــارتْ بـلادَ الإثــمِ يا أبتي
عربيـّةٌ كــــلُّ البـــلادِ ولا
تلــقى بها شبــراً لهُ صفتي
في أرضِ كـــلِّ قبـيلةٍ لهفٌ
يطفو على كـفنٍ وأضـرحةِ
وبأرضِ قــومي من مظــاهرةٍ
تمشي الحتـوفُ إلى مظاهـرةِ
جائتْكَ أقـــوامٌ تحـمّلُ حـر
فَ الضــــّادِ أوزاراً بقـــافيتي
للمفـــرداتِ دمٌ يســـــيلُ إذا
أحيا غــريبٌ أحـــرفَ اللّغةِ
للذّكــرياتِ دمٌ يســـــيلُ إذا
صـــبٌّ تذكّــرها ولــم يمتِ
إنّ الحــروفَ تثور إن سجنتْ
وكــذلك الأنفـاسُ في الرّئةِ
معنىً قــديماً كــنتُ أجهلُهُ
أدركتُ معنى المـوتِ يا أبتي
صـــرحٌ عتــيقٌ لا أمجــدُّه
وهوامــشٌ تربو على شفتي
لا باركَ الرّحمن في عــربٍ
فرسـانُهم من كـــلِّ خارطةِ
راياتُهم خـــرقٌ ممزّقـــــةٌ
وخيولُهم في الحربِ قد كبتِ
وسيوفُهم قـــد مسّها صــدأٌ
مفـــلولةً في كـــلِّ معركةِ
معنىً قــديماً كنـــتُ أجهلُهُ
أدركــــتُ كـــم من أمّةٍ فنتِ
لكن حروفُ الجمرِ ما انطفأتْ
تذكي ســناها غضــبةُ اللّغةِ
حتّى يبينَ الدّهرُ مـا ظهرتْ
أنســابُهُ في القــومِ أو خفتِ
عربيّةٌ هـــذي البــلادُ وحـ
ـرٌ ضـادُ هــذا الشِّعرِ يا أبتي
أحمد عبد الرؤوف
هـــذي