شعر وحكاياتعام
وجهُ العراء …
شعر : مصطفى الحاج حسين .
أجلسُ في ظلِّ دَمعتي
ألملمُ ما تساقطَ منّي مِنْ مدى
وأتفقَّدُ ما أخبّئُ مِنْ دروبٍ
سأمضي إلى جهةٍ لا وجودَ لها
ولا أمكنةَ تطلُّ عليها
سأهربُ من رفقةِ ذاتي
وسأتركُ هزائمي بلا مأوى
سأسقطُ عنّي اسمي
وأخلعُ عنّي أيّامي
وهناكَ ..
أحيا بلا أنفاسٍ
أرتدي صمتي في وجهِ العراءِ
وإنْ سئلتُ عن بلدي
سأقولُ للوحشةِ :
– لقدْ نهشتها الوحوشُ
وسرقتها السّحالي
واحترقَ فيها الهواءُ
واختطفَ التّشرُّدُ ساكنيها
بلدي
صارتْ سبيّةَ الموتِ
جدرانها من غبار
أشجارها في حضنِ النّار
وقلاعها مأكولةُ الأسوار
بلدي
أمستْ مأهولة” بالدّمار
في ساحاتها يعربدُ الكفّار
والعالم كلّهُ منتشٍ لهذا الاندثار
يرقصُ ويمرحُ ويصفّقُ لهم
تحتَ وطأةِ الخزي والعار
يشدُّ على أيدي القتلى
ويباركُ لَهُمُ هذا الانتصار .