بقلم / شيرين حسني
العهد 14 سبتمبر 786 – 24 مارس 809
الأب محمد بن المنصور المهدي
الأم الخيزران
هارون الرشيد، هو أبو جعفر بن المهدي محمد بن المنصور عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس. (حوالي 763م – 24 مارس 809م) هو الخليفة العباسي الخامس ،وهو أشهر الخلفاء العباسيين. حكم بين 786 و 809 م.
نشأته:
ولد هارون في 148 ه ، كان مولده بالري حين كان أبوه أميراً عليها وعلى خراسان. نشأ
الرشيد في بيت ملك، وأُُعد ليتولى المناصب القيادية في الخلافة، وعهد به أبوه، الخليفة أبو عبد الله محمد المهدي بن جعفر المنصور، إلى من يقوم على أمره تهذيباً وتعليماً وتثقيفاً. ومنهم “الكسائي”، “والمفضل الضبي”. حتى إذا اشتد عوده واستقام أمره، ألقى به أبوه في ميادين الجهاد، وجعل حوله القادة الأكفاء، يتأسى بهم، ويتعلم من تجاربهم وخبراتهم، فخرج في عام (165 ه_ 781م) على رأس حملة عسكرية ضد الروم، وعاد محملاً بأكاليل النصر، فكوفئ على ذلك بأن اختاره أبوه ولياً ثانياً للعهد بعد أخيه أبو محمد موسى الهادي.
وكانت الفترة التي سبقت خلافته يحوطه في أثنائها عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية، من أمثال “يحيى بن خالد البرمكي”، و”الربيع بن يونس”، و”يزيد بن مزيد الشيباني” و”الحسن بن قحطبة الطائي”، و”يزيد بن أسيد السلمي”، وهذه الكوكبة من الأعلام كانت أركان دولته حين آلت إليه الخلافة، ونهضوا معه بدولته حتى بلغت ما بلغت من التألق والازدهار.
إقرأ أيضا
صفاته:
كان أبيض طويلاً جميلاً مليحاً فصيحاً. وكان يصلي في خلافته في كل يوم مائة ركعة إلى أن مات لا يتركها إلا لعلة. ويتصدق من صلب ماله كل يوم بألف درهم. وكان يبكي على نفسه وعلى إسرافه وذنوبه. وكان يحب المديح ويجيز عليه الأموال الجزيلة. كان له نظر في العلم والأدب. وكان يحب العلم وأهله ويعظم حرمات الإسلام ويبغض المِراء في الدين والكلام في معارضة النص.
أهم الأحداث في عصره:
في سنة 176هـ فتحت مدينة دبسة على يد الأمير عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح العباسي.
في سنة 179هـ اعتمر الرشيد في رمضان ودام على إحرامه إلى أن حج ومشى من مكة إلى عرفات.
في سنة 180هـكانت الزلزلة العظمى وسقط منها رأس منارة الإسكندرية.
في سنة 181هـ فتح حصن الصفصاف عنوة وهو الفاتح له.
في سنة 183هـ خرج الخزر على أرمينية فأوقعوا بأهل الإسلام وسفكوا وسبوا أزيد من مائة ألف نسمة.
في سنة 187هـ أتاه كتاب من ملك الروم نقفور بنقض الهدنة التي كانت عقدت بين المسلمين وبين الملكة ريني ملكة الروم.
في سنة 189هـ فادى الروم حتى لم يبق بممالكهم في الأسر مسلم.
في سنة 190هـفتح هرقل وبث جيوشه بأرض الروم فافتتح شراحيل ابن معن بن زائدة حصن الصقالبة وافتتح يزيد بن مخلد ملقونية وسار حميد ابن معيوف إلى قبرس فهدم وحرق وسبى من أهلها ستة عشر ألفاً. * في سنة 192هـ توجه الرشيد نحو خراسان.
١-قصة عجيبة عن هارون الرشيد:
عندما سافر هارون الرشيد إلى المدينه المنوره وذهب إلى المسجد النبوي الشريف فرأى الإمام مالك رضى الله عنه يُدَرِس العلم .
فقال للإمام مالك:يامالك ما ضر لو جئتنا لتدرس العلم لنا فى بيتنا ؟
فقال له الإمام مالك:ياهارون إن العلم لايأتي إنما يؤتى إليه !!
فقال له :صدقت يا إمام دار الهجره وسوف آتي إليك فى المسجد .
فقال له الإمام مالك:ياهارون إذا جئتنا متأخرًا فلن أسمح لك بتخطي رقاب الناس فى المسجد !!
فقال له هارون الرشيد :سمعاً وطاعة !!
وبينما كان الإمام مالك يلقي درساً بعد صلاة العصر دخل هارون الرشيد المسجد ودخل معه رجاله، ووضعوا الكرسي لهارون الرشيد فنظر الإمام مالك إلى هارون الرشيد فوجده جالساً على الكرسي فى المسجد فغير مجرى الحديث.
وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”من تواضع لله رفعه ومن تكبر وضعه الله” ..
ففهم هارون الرشيد المعنى وأمر برفع الكرسي من تحته وجلس على الأرض كما يجلس سائر المسلمين .
وكانت تلك قصة عجيبة عن هارون الرشيد. وهكذا كانت العلاقة بين العلماء والحكام . وهكذا كان الحكماء ينصاعون لشيوخ الإسلام.