أدم وحواءعاممقالات

عقدة أوديب وعقدة إلكترا



عقدة أوديب وعقدة إلكترا

بقلم الإعلامية /هبه عبدالجواد

عندما نشاهد تعلق ولد بأمه أو بنت بأبيها يتوارد إلى خاطرنا عقدة أوديب التى ترددت كثيراً على مسامعنا وربما لا يعرف الكثير منا عقدة إلكترا فما هى قصة عقدة أوديب أو عقدة إلكترا .

عقدة إلكترا 

هى فى الأصل نظرية لسيجموند فرويد ، وكان فرويد يسميها (عقدة أوديب الأنثوية ) لكن كارل يونغ أسماها عقدة إلكترا فى عام ١٩١٣ وقد استوحى هذا المسمى من أسطورة إلكترا الإغريقية والتى تروى قصة إلكترا الفتاة التى طالبت أخيها بقتل أمها لتثأر لأبيها وتنتقم من أمها التى تآمرت وقتلت والد إلكترا ، فهذا هو أصل التسمية لكن عن عقدة إلكترا أو عقدة أوديب الأنثوية نجد فرويد قد حلل فيها سيكولوجية الإناث خاصة تلك التى تتعلق بالغريزة الجنسية حيث كانت نظرة المجتمع آنذاك تنحصر فى أن الأنثى هى آداة فقط لهذا الغرض يحلل فرويد سلوك الأنثى فى نظريته منذ نشأتها وتحديدا عند بلوغها سن الثالثة فى أعوامها الأولى حيث تزداد مشاعر تعلق البنت بأبيها وتشعر برغبة فى تملكه وأن تلفت انتباهه لتستحوذ على حبه فتجد أمها أمامها كعائق فهى الغريم المباشر لها والشريك الغير مرغوب فيه لأبيها فتحاول إبعادها وحينما تبوء محاولتها بالفشل تتحول لخطة بديلة تلقائية وهى أن تقلد أمها فى كل شيء فى تصرفاتها فى حديثها فى ملابسها فمن منا كإناث لم ارتدى حذاء والدتها وحاولت تقليد مشيتها أو أمسكت بأدوات وفرش التجميل ومررتها على وجهها حقيقة إن الأب هو الرجل الأول فى حياة كل أنثي هو البطل هو الحبيب هو الصديق لذلك ينصح علماء النفس أن يكون الأب ذو ذكاء سلوكى تجاه ابنته وأن يجيد احتواءها كإبنة ويرسخ بداخلها أن أمها هى زوجته التى تحظى بالضرورة بمعاملة مختلفة عنها .

لذا ينوه علماء النفس عن أثر بعد الأب عن الطفلة وعدم تواجده بشكل كثير معها فهناك من يتنبأ بأن الطفلة التى تنشأ بعيدا عن أبيها اغانى مستقبلا من مشاكل فى العمل وعدم الثقة فى الرجال وتكون فى الغالب علاقاتها مضطربة فى التواصل مع الآخر لإنعدام الثقة ولغة الحوار المناسبة مع الرجل !!!

عقدة أوديب وعقدة إلكترا

إقرأ أيضا

أما عن عقدة أوديب الرئيسيّة فى هذه النظرية فهناك أكثر من محور عنها .
أولا ماهى عقدة أوديب ؟!


عقدة أوديب هى النظرية الرئيسيّة التى وضعها سيجموند فرويد مفسرا فيها تعلق الولد بأمه ومحاولته بكل الطرق الاستقلال بها بعيدا عن أمه وقد استوحى سيجموند فرويد نظريته من أكثر من مظهر وسلوك مجتمعى استند سيجموند فرويد إلى العصور القديمة حيث تغيبت الضوابط المجتمعية والدينية للعلاقات الإنسانية فكانت المرأة ربما أم أو اخت وتكون فى علاقة بابنها أو اخيها وحينما وضعت ضوابط مجتمعية ودينية كبتت هذه الرغبات حسب تفسير فرويد داخل الذكور فتولدت عقدة أوديب أما عن أصل التسمية للنظرية .

فأصل التسمية لنظرية فرويد باسم ( أوديب ) فترجع إلى الأسطورة اليونانية عن أن فى إحدى المدن اليونانية كان يحكمها ملكاً يدعى لايوس وقد كان هذا الملك وزوجته جوكوستا بدون أطفال ثم حملت الملكة وأنجبت ولدا وأخذه الملك لمعبد أدلفى لمعرفة طالع المولود الجديد فتنبأت له العرافة بأن هذا الطفل سيكبر ويقتله ويتزوج أمه فأمر الملك بقتل الطفل وأعطاه لراعى ليقتله ويرميه فى البرية لكن الراعى رق قلبه للرضيع وأعطاه لراعٍ آخر ليتولى تربيته وقد كان هذا الراعى يعمل لدى الملك ( بولايباس ) ملك مدينة كورنث ولَم يكن لديه أطفال هو وزوجته ( ميلوب ) فأخذا أوديب وربياه كأمير وشب أوديب وترعرع على أنه أمير وفى يوم من ذات الأيام تعارك أوديب مع رجل مخمور فعايره بأنه لَقيط وحينما ذهب لأبويه أنكرا فذهب أوديب لعراف ليعرف الحقيقة فأخبره بأنه سيقتل أباه ويتزوج أمه فهرب أوديب خائفا من تنبؤ العراف ليقابل فى طريقه شخصا يركب عربة فى مفترق طرق فأمره أوديب بأن يفسح له الطريق فرفض فتقاتلا فقتله أوديب ولَم يكن يعلم أوديب أن ذاك الرجل هو الملك لايوس ملك طيبة أبوه الحقيقى وبعدما قتل أوديب الملك لايوس استكمل طريقه بإتجاه طيبه فقابل فى طريقه حيوان يدعى أبو الهول ففى هذه الأسطورة يقال ان هذا الحيوان كان لايسمح بالمرور الا لمن يجيب على أحاجيه فسأل أوديب عن ( من هو الحيوان الذى يمشي نهارا على اربع ثم ظهرا على اثنين ثم ليلا على ثلاثة ) فأجابه أنه الإنسان حينما يولد يزحف على أربعة ثم يكبر فيشير على قدميه ثم يشيب فيستعين بعكازه ويقال ان هذا الحيوان انتحر بعدها ودخل أوديب طيبة فزوجوه ارملة الملك لايوس التى هى أمه واستمر زواجهم لسنوات وأنجبوا أربع أطفال ولدان وبنتان ثم اصابت المدينة سنوات عجاف أكلت الأخضر واليابس وأرسل أوديب للعرافة ليسأل متى ستنتهى هذه السنوات والمجاعة فأجابته بأن المدينة ملعونة ولن تحل اللعنة إلا بقتل قاتل الملك لايوس حين ذاك أخبرته الملكة بأنها تخشي أن يجده لأنه من المؤكد ابنها ولَم يسمع لها أوديب وأقسم أنه حين يتوصل لقاتله سيعاقبه بفقء عينه وطرده ثم أرسل أوديب لنبي يدعى تريسياس والذى نصح أوديب بأن يتوقف عن البحث وبعد إصرار من أوديب اظطر تريسياس للإفصاح عن السر وأخبره بأنه هو من قتل أبيه وأخبره بحقيقة أمره فأصيب بالإحباط وحينما بحث عن زوجته التى علم بأنها أمه وجدها قد شنقت نفسها حينما علمت بأنها تزوجت ابنها فأخذ دبوس من ثيابها وقام بفقء عينه وخرج من بلدته كما أقسم على نفسه وهام فى البرية .

عقدة أوديب وعقدة إلكترا

تابعونا بكل جديد ومفيد على موقع مجلة سحر الحياة 


وقد كانت هذه هى اصل التسمية لنظرية فرويد بعقدة أوديب الذكورية.

إذا كان تفسير سيجموند فرويد للتعلق اللاوعيي واللاشعوري للذكور على أساس هذه الخرافة اعتقد أنه إستنادا ضعيفاً أولا لانه استند لنموذج لم يرى أمه وهو طفل ولَم ينشأ أو يترعرع فى حضنها حتى إنه حينما تزوجها لم يكن يعلم انها أمه من البداية فهذا نموذج ضعيف واستناد لحادث فردى وغريب عن أسس ما نناقشه نحن من تعلق الابن بأمه !!!!

إذا كنّا نبحث فى نظريات علم النفس عن عقدة أوديب أو عقدة إلكترا اعتقد أننا قد نتوصل إلى أنها غريزة زرعها الله فينا فعيسي ابن مريم ومحمد بن آمنة خير مثال لتفسير الغريزة التى زرعها الله فيهم لتعلقهم بأمهاتهم تلك هى نشأة إلهية وسلوك شخصه الله فينا لا علاقة له بخرافة أوديب فلم تذكر نظرية سيجموند فرويد مثالا لطفل تربى فى حضن أمه ليكون مقياساً لذكور العالم من بعده

نظرية فرويد عقدة أوديب الذكورية وعقدة إلكترا الأنثوية تنتقص الكثير وتحتوى على متناقضات اعتقد أنها مازالت قيد البحث والتطوير …

رئيسة قسم صحتك بالدنيا / نهى علي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock