شكسبير لصاً ومزوراً للتاريخ !!
بقلم الإعلامية / هبه عبدالجواد
هاملت .. روميو وجوليت .. كما تشاء … يوليوس قيصر
كلها روايات من مؤلفات وليم شكسبير الكاتب المسرحي والأديب الإنجليزي الذى ذاع صيته فى الأدب الإنجليزي والأدب العالمي سمي بشاعر الوطنية وشاعر آفون الملحمى وبعد هذه المسميات العريقة أتت حملة تشكيك فى أصالة شكسبير وتعرض شكسبير لاتهامات بأنه ليس الكاتب الحقيقى لكتاباته فما اصل الموضوع ولما التشكيك فهل شكسبير لصاً ومزوراً حقاً؟!
فى منتصف القرن التاسع عشر ذاع صيت شكسبير وكان فى عز مجده كأديب انجليزى بل وصنف انه أعظم كاتب فى التاريخ وفى عز أمجاده ظهرت حملة التشكيك فى كتاباته وأنه هو مجرد واجهة يختفى ورائها الكاتب الحقيقى الذى اختفى لسبب أو لآخر استندت هذه الحملة إلى أصل ونشأة شكسبير وأن حياته المغمورة وأبواه الأميين والبسطاء من المستحيل أن يكونوا البيئة المناسبة لويليم شكسبير كعبقري وكاتب مسرحي عالمى .
أقرا أيضآ:
رمضان كريم…أبى!!
فقد ولد شكسبير لأب يعمل موظف بالمدينة وصانع للقفافيز ، و أمه ( مارى أردن ) من عائلة أرستقراطية ( الأردن بوروكيشير) اللذان وقعوا على عقد زواجهم بالختم دليل على أميتهم هذا بالإضافة إلى المدينة التى نشأ بها فمدينة استراتفودرد كانت مشهورة بالجزارة والتجارة وتوزيع الأغنام حتى انها كانت تعتبر ركيدة ثقافية لذلك استند المشككون على هذه الحقائق وقدموا حوالى ثمانين مرشحاً رجحوا أن احدهم هو صاحب كتابات شكسبير لأن بوصفهم أن هذه البلدة لا تخرج أبدا عبقري ولا يتوفر لديها العوامل لذلك
وكان من أبرز المرشحين فرانسيس بيكون والايرل السادس لديربى وكريستوفر مارلو والايرل السابع عشر لاوكسفورد.
وأيضا تغيبت الأدلة عن حضور شكسبير فى المدارس النحوية أو المدارس عموماً فقد كانت هناك مدرسة على بعد ٨ كم من منزل شكسبير وقد كانت مدرسة للنحو وكان مديرها توماس جينكنس ومعلميها خريجى جامعة أوكسفورد وفى هذا العصر الذى اطلق عليه العصر الإليزابيثى وقد اختلفت فيه جودة المدارس النحوية فوجد النحو اللاتينى بمرسوم ملكى لدراسة النحو والبلاغة والكلاسيكيات لكن لم توجد وثائق تدل على غياب أو حضور الطلاب فى هذا الوقت لذلك تغيبت كل الأدلة على تعلم شكسبير او دخوله المدارس .
كل هذه الأسباب كانت ركيزة أساسية لنظرية التشكيك فنشأت شكسبير نشأة بعيدة عن ما تناولته كتاباته عن القصر والبلاط الملكى والبلاد الأجنبية والرياضات الأرستقراطية كالصيد وتربية الصقور والبولينج العشي وقد كانت كتاباته تتناول العامة بشكل هزلى .
وهناك أسباب أخرى أكثر خطورة وهى توقيعات شكسبير فقد تم توثيق ٦ توقيعات له منهم ثلاث كانت اختصارات مجرد حروف ووصفت توقيعاته كإنها نقش لجاهل وكان يكتب اسمه بفاصل شكا-سبير أو شك-سبير كلها عوامل تضافرت لنمو نظرية التشكيك .
أقرا أيضآ:
ذراعى خط أحمر
ورغم كل هذا لكن دارسون شكسبير ومؤيدوه يَرَوْن عكس كل هذه الأقاويل ويستندوا إلى أن غياب الأدلة هى نفسها دليل البراءة والأصالة لكتابات شكسبير وأنه لا توجد دلائل على ثقافة المرشحين البدلاء لشخص شكسبير ويرجعون شخصية الكاتب إلى أنها هى نفسها شخصية الممثل ويليم شكسبير الذى ولد فى عام ١٥٦٤ وتوفى فى عام ١٦١٦ فى الثالث والعشرين من أبريل .
أشرف وارد إليوت الذي كان متعاطف مع النظرية الاوكسفوردية وهذه النظرية التى تفيد بأن الكاتب الحقيقى هو أوكسفورد الأرستقراطي وروبيرت فالينزا بداية في 1987 على دراسة متعلقة بالكتابات والتي استخدمت برامج حاسوبية لمقارنة عادات شكسبير الكتابية مع أعمال 37 مؤلف مقترح كصاحب الأعمال الحقيقى. تم القيام بالدراسة المسماة بعيادة شكسبير بكليرمونت في ربيع 2010.
أقرا أيضآ:
العصبية الزائدة … مرض أم اسلوب؟!
ورغم كل هذا مازالت كتابات شكسبير محط جدالا ونقاشاً عن كوّن شكسبير لصاً أم مزوراً للتاريخ !!