بقلم / هبة سلطان
أسمها الحقيقي صوفيا بيولوجي بافو،ولدت عام ١٥٥٠، في مدينة البندقية المعروفة حاليا بـ فينسيا ،وتقع البندقية فى إيطاليا على البحر المتوسط.
كان والد صوفيا ويدعي كوفو يوناردو بافو حاكم البندقية، وكانت ابنته صوفيا الابنة الوحيدة له ،ولذلك كانت تتمتع بالدلال ،وتلقت تعليما راقيا ومناسبا،وفي إحدى رحلات القراصنة العثمانيين فى البحر المتوسط قاموا باختطاف الملكة صوفيا وهي ابنة الخمسة عشر عام،وتم بيعها في سوق الرقيق بإسطنبول،لتصبح جارية من جوارى الحرملك،ومن هنا تبدأ قصة السلطانة صفية.
من الملكة صوفيا إلى السلطانة صفية
دخلت الملكة صوفيا ابنة الخمسة عشر عام الى الحرملك أى الحرم السلطانى أو باللغة التركية الحرم الهمايوني وهى تعنى حريم السلطان ،وقد انبهر السلطان العثماني مراد الثالث بجمال جاريته صوفيا ،فكانت تتمتع ببشرة بيضاء،وشعر أشقر،فعشقها ولم يستطع إخفاء عشقه ،فتزوجها لتصبح السلطانة صفية،سلطانة الإمبراطورية العثمانية،وقد أطلق عليها لقب صفية سلطان أو صفية خاتون،وأنجبت من السلطان مراد الثالث أبناؤه سلطان يحيى، عائشة سلطان، فاطمة سلطان، فخرية سلطان ، شاهزاده سلطان محمود، والسلطان محمد الثالث.
إقرأ أيضا
إدارة السلطانة صفية لشئون الإمبراطورية العثمانية
امتازت السلطانة صفية بالجمال،والذكاء،والمكر والدهاء السياسي،وضعف شخصية السلطان مراد الثالث فلم يمانع من بسط نفوذ نساء الحرملك فى الحكم، فقد مكن والدته السلطانة الأم نوربانو وأخته اسمات خاتون، وزوجته صفية خاتون ،و جافيد خاتون رئيسة الحرملك من التدخل في الشئون السياسية للإمبراطورية العثمانية،وبعد وفاة السلطانة الأم وإبعاد اسمات خاتون عن الحكم،وتحجيم دور جافيد خاتون، فرضت صفية خاتون سيطرتها ونفوذها على القصر الملكي لدرجة انه لا شئ يحدث في القصر إلا بمعرفتها، خاصة فى السنوات الأخيرة من حكم السلطان مراد الثالث.
إقرأ المزيد
مذبحة الأمراء وحصول السلطانة صفية على لقب السلطانة الأم
قامت السلطانة صفية بقتل جميع أمراء القصر الملكى وهم أبناء السلطان مراد الثالث وكان يبلغ عددهم ثمانية عشر أميرا وكلهم غير أشقاء لأبنائها، حتى يستطيع ابنها السلطان محمد الثالث الوصول لسدة الحكم، وعند وفاة السلطان مراد الثالث ذهب ابنه محمد إلى غرفة العرش لاستقبال العزاء فلم يجد أخواته الثمانية عشر،ليسأل عنهم ،فتجيب صفية خاتون بأنهم سبقوا السلطان مراد الثالث الى المقبرة ليكونوا في استقباله، ولم يعترض السلطان محمد الثالث على ما فعلته أمه، بل رحب بفعلتها فقد فعلها أبوه من قبل عندما قتل أخواته الخمس ليصبح مراد الثالث هو سلطان الإمبراطورية العثمانية، فصار محمد الثالث هو سلطان الإمبراطورية بعد مقتل اخواته ، وصارت السلطانة صفية هي السلطانة الأم ، وقد حمت صفية خاتون ابنها من انقلاب جيش الانكشارية عليه.
عزل السلطانة صفية من الحكم
ظلت السلطانة صفية هي المتحكمة في شؤون وأمور الدولة طوال فترة حكم ابنها السلطان محمد الثالث، وبعد وفاة ابنها حاولت السلطانة صفية السيطرة على حفيدها أحمد الثالث، ولكنه قام بعزلها فى قصر على البسفور.
مسجد السلطانة صفية
مسجد السلطانة صفية بالداودية وهوأحد الشوارع المتفرعة من شارع محمد علي بمصر القريب من القلعة، وقد شيد المسجد عام ١٦١٠ م، على يد عثمان آغا بن عبد الله دار السعادة مملوك من مماليك السلطانة صفية، ولكنه توفي قبل إتمامه، فتولى عبد الرزاق آغا بن عبد الحليم اغاة دار السعادة بناؤه، ووضع اللوحة التأسيسية وكتب عليها من تشييد السلطانة صفية ،إشراف إسماعيل آغا تخليدا لذكراها، وقد شيد المسجد على الطراز العثمانى.
وفاة السلطانة صفية
توفيت السلطانة صفية عام ١٦١٩ م، ودفنت في مقبرة زوجها السلطان مراد الثالث فى مسجد أياصوفيا بإسطنبول، ليسدل الستار عن قصة السلطانة صفية أهم نساء البلاط الملكي العثماني، فقد أطلق عليها المرأة الحديدية.